رمضان بنكهة أخرى بالديار البلجيكية بحضور كورونا
رمضان 2020 بدون تراويح وموائد رحمن و موائد رمضانية.. استمرار غلق المساجد حال تفاقم أزمة كورونا وتزايد أعداد المصابين.. والبقاء بالمنازل والالتزام بالضوابط الصحية وتعليمات الوقاية الحل لمواجهة الفيروس.
مازالت أزمة انتشار فيروس كورونا تطل برأسها على أفراد الجالية المغربية ببلجيكا بعد ارتفاع عدد الإصابات ليقارب نحو 34000 حالة، واستمرار التحذيرات من التجمعات والتأكيد على أن البقاء فى المنزل هو الحل الأمثل للنجاة من هذه الجائحة العالمية.
ووسط هذه الحالة من انتشار الفيروس انتشرت خلال الساعات القليلة الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك وتويتر” شائعات كثيرة حول إلغاء شهر رمضان و عودة صلاة الجمعة والجماعة فى المساجد بدءًا من الأسبوع المقبل، وهو ما نفته الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا التي أكدت أن شهر رمضان الكريم سيكون في الغالب يوم 24 أبريل.
و نظرًا للقرار الحكومي بتمديد الحجر الصحي لغاية 3 ماي فقد قررت الهيئة التنفيذية و المجلس العلمي المعتمد لدى الهيأة التنفيذية تمديد تعليق إقامة الجمع والجماعات بالمساجد قائم ولم يتم إلغاؤه لحين زوال علة الغلق والذى ربما يستمر إلى ما بعد شهر رمضان الكريم وبالتالي لن تقام صلاة التراويح بها، والعلة هنا هى وباء كورونا من خلال التنسيق مع الحكومة البلجيكية ، حيث إن الحفاظ على النفس البشرية من أهم مقاصد الشريعة، وأن دفع الهلاك المتوقع نتيجة أى تجمع هو مطلب شرعى مخالفته معصية وتستحق المحاسبة والمساءلة.
وبسبب هذه العلة “فيروس كورونا”، من المتوقع ألا يتم إقامة موائد الرحمن لإفطار الصائمين فى شهر رمضان الكريم حال استمرار هذه الأزمة حفاظا على عدم التجمعات والالتزام بالإجراءات الوقائية من الفيروس.
زوال العلة سيتحقق حال عدم تسجيل أية حالات إيجابية جديدة بفيروس كورونا فى بلجيكا كافة، وعودة الحياة إلى طبيعتها وتأكيد وزارة الصحة على أن التجمعات لم تعد تشكل خطرًا فى شأن نقل العدوى بفيروس كورونا، فكما يقول الفقهاء دائما أن القاعدة الأساسية هى “الساجد قبل المساجد”، وأن الحفاظ على النفس البشرية من أهم المقاصد العامة للشرع الحنيف.
ما ينطبق على المساجد وموائد الرحمن قطعًا سينطبق على التجمعات الرمضانية أحد أبرز مظاهر الاحتفال المعتادة بشهر رمضان الكريم، حيث تشهد في كل عام تجمعات لأفراد الجالية للاستمتاع بالأجواء الساحرة لموائد الرحمان ، ما يؤكد أنه لن تكون هناك مثل هذه التجمعات الرمضانية، ويكون الحل هو البقاء فى المنزل لمشاهدة المسلسلات والبرامج التليفزيونية.
و هذه السنة كذلك ستعرف غياب الإئمة و الوعاظ الذين كانوا يحضرون كل سنة لمرافقة الجالية المغربية في هذا الشهر الكريم .
و قد يكون شهر رمضان لسنة 2020 عاما استثنائيا بكل المقاييس و ذلك بالسماح للأشخاص الذين يعملون في الخط الأمامي في مواجهة الوباء بالإفطار ، القضية التي طرحنا سؤالنا هاتفيًا على الشيخ محمد التوجكاني للتوضيح حيث صرح لنا بأن الأطباء و العاملين في محاربة المرض يعملون بألبسة وقائية ترفع من درجة حرارة الجسد مما يتطلب منهم الشرب على الأقل مرتين في الساعة الشيء الذي يعتبر مستحيلا خصوصا و انهم ليسوا مخيرين و لكن مجبرين لإنقاذ أرواح المواطنين و يتطلب منهم القضاء بعد انتهاء هذا الوباء .
كما سمح المجلس العلمي المعتمد لدى الهيأة التنفيذية بالاستشارة مع دوي الاختصاص بالسماح للمساجين الذين لا يستطيعوا الصيام لعدم توفر الطعام في وقت الإفطار او السحور نظرًا لغياب اغلب الموظفين في هذه الفترة العصيبة خوفا من العدوى و كذلك لمنع دخول أي طعام للسجن لتفادي تفاشي الوباء بين المساجين .
و قد قررت عدة دول إسلامية إغلاق المساجد ودور العبادة كافة وتعليق الصلاة بشكل موقت في إطار إجراءات مواجهة فيروس كورونا، أبرزها منها السعودية، ومصر، والأردن، والكويت والإمارات و المغرب .