التفاهة و الإنحلال الخلقي يسيطران على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب

بوشعيب البازي

تشهد منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب في السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا للتفاهة والانحلال الخلقي، مما يثير قلق الكثيرين حول تأثير هذه الظواهر على القيم الاجتماعية والأخلاقية. و مع التقدم التكنولوجي وزيادة عدد مستخدمي هذه المنصات، أصبحت هذه المنصات فضاءً مفتوحًا يسهل فيه نشر المحتويات على اختلاف أنواعها، دون رقابة حقيقية في كثير من الأحيان.

و  يسعى العديد من الأفراد والشخصيات على منصات التواصل إلى تحقيق الشهرة بأي وسيلة ممكنة، وغالبًا ما يلجأون إلى تقديم محتوى يعتمد على إثارة الجدل أو خدش الحياء العام. هذا النوع من المحتوى يجذب عددًا كبيرًا من المشاهدات والتفاعلات، وبالتالي يتيح لصاحبه تحقيق أرباح مالية من خلال الإعلانات والرعايات.

هذا و قد تتيح طبيعة منصات التواصل الاجتماعي حرية التعبير الواسعة، لكن هذه الحرية غالبًا ما تأتي على حساب الضوابط الأخلاقية. الكثير من هذه المنصات تفتقر إلى آليات رقابية صارمة لضمان جودة المحتوى أو الحد من الانحلال الأخلاقي.

كما  تساهم الخوارزميات المستخدمة في وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة انتشار المحتويات المثيرة أو المثيرة للجدل. يتم تعزيز المحتويات التي تثير أكبر قدر من التفاعل بغض النظر عن قيمتها الأخلاقية أو الفكرية، مما يجعل المحتويات السطحية أو الخارجة عن القيم الأخلاقية تحظى بشعبية كبيرة.

كما أن  في بعض المجتمعات، يمكن أن يؤدي التحولات الاجتماعية والثقافية إلى تسامح أكبر مع المحتويات التي قد تعتبر في وقت سابق غير مقبولة. هذه التحولات تؤثر على ما يتم قبوله.

و يسعى العديد من المستخدمين إلى لفت الأنظار بأي وسيلة ممكنة، حتى لو كانت على حساب تقديم محتوى فارغ أو سطحي. تتيح منصات التواصل الاجتماعي الفرصة لتحقيق الانتشار الفيروسي بسرعة، مما يغري البعض بنشر محتويات تافهة بهدف زيادة المتابعين والإعجابات.

و قد يبحث الناس بشكل متزايد عن محتوى مسلٍ يخفف عنهم ضغوط الحياة اليومية، وهذا يفسر الشعبية الكبيرة لمقاطع الفيديو الساخرة أو التحديات غير المفيدة. الترفيه الخفيف يصبح في بعض الأحيان هو الهدف الرئيسي من استخدام هذه المنصات.

هذا و قد  أصبح من السهل للغاية إنتاج محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الهواتف الذكية، دون الحاجة إلى أدوات متقدمة أو معرفة خاصة. هذا شجع الكثيرين على تقديم محتوى متسرع وغير مدروس.

و مع انتشار المحتوى التافه، قد يتأثر الذوق العام وتقل الاهتمامات الفكرية أو الثقافية. قد يصبح من الصعب على الجمهور تمييز المحتويات ذات القيمة من تلك الفارغة، مما يؤدي إلى تراجع في مستوى الثقافة العامة.

كما  يشكل التفاعل مع المحتوى التافه إهدارًا للوقت، حيث قد يجد المستخدم نفسه يتصفح مقاطع أو منشورات لا تضيف له شيئًا ذا فائدة، مما يؤثر سلبًا على إنتاجيته ووقته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com