إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز واستهداف القواعد الأميركية وسط تصاعد التوتر في الخليج
دخلت منطقة الخليج مرحلة غير مسبوقة من التأهب الأمني بعد تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، على خلفية ضربات أميركية استهدفت منشآت نووية إيرانية، وردود تهديد متصاعدة من طهران، التي قالت إنها وجهت تحذيرات مباشرة إلى القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، وتدرس بشكل جدي خيار إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم ممرات الطاقة في العالم.
وأفاد الحرس الثوري الإيراني بأن الرد على التصعيد الأميركي قد يشمل تعطيل الملاحة في مضيق هرمز وبحر العرب وباب المندب، وهي ممرات حيوية لإمدادات الطاقة العالمية، في خطوة من شأنها أن تُحدث اضطرابًا واسع النطاق في أسواق النفط والغاز الدولية.
ضربات أميركية وتحذير رئاسي
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن القوات الأميركية شنت، فجر الأحد، هجمات دقيقة على منشآت نووية رئيسية داخل إيران باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، محذرًا طهران من أن “المزيد من الضربات قادم” ما لم تُبدِ استعدادًا للسلام.
استنفار خليجي وتحركات وقائية
في أعقاب الضربات، رفعت دول الخليج التي تستضيف قواعد عسكرية أميركية جاهزيتها الأمنية إلى أقصى درجاتها. وأفادت مصادر مطلعة لـ”رويترز” بأن السعودية، أكبر مصدر للنفط عالميًا، في حالة تأهب قصوى، في حين حثّت البحرين المواطنين على تجنّب الطرق الرئيسة، وبدأت الكويت في تفعيل ملاجئ الطوارئ داخل مقار حكومية.
ودعت وزارة الداخلية البحرينية السكان إلى التعاون مع السلطات في ظل “التطورات الأمنية الإقليمية”، فيما قررت الحكومة العمل عن بُعد بنسبة 70% في معظم مؤسسات الدولة، عدا الجهات التي تتطلب حضورا مباشرا.
وفي الكويت، عقد مجلس الدفاع الأعلى اجتماعًا طارئًا، وأعلن حالة انعقاد دائم لمتابعة الأوضاع، في وقت بدأت فيه الحكومة بمراجعة خطط الطوارئ وتحديثها.
المخاوف تمتد إلى مضيق هرمز
أفادت قناة Press TV الإيرانية بأن قرار إغلاق مضيق هرمز ما يزال قيد الدراسة من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بعد تقارير عن موافقة البرلمان على الخطوة. ويمر عبر المضيق نحو 20% من إمدادات النفط والغاز العالمية، ما يجعل أي تحرك عسكري أو إغلاق بحري فيه ذا أثر بالغ على الاقتصاد العالمي.
وأكد القيادي في الحرس الثوري إسماعيل كوثري أن “إغلاق المضيق مطروح على الطاولة وسيتخذ القرار إذا اقتضت الضرورة”.
تحذيرات للملاحة الدولية
أعلنت شركة ميرسك الدنماركية، إحدى أكبر شركات الشحن البحري في العالم، أنها لا تزال تسيّر سفنها عبر مضيق هرمز، لكنها مستعدة لإعادة تقييم الوضع “بناء على المستجدات الأمنية”.
من جانبها، رفعت البعثة البحرية للاتحاد الأوروبي (أسبيدس) درجة التحذير للسفن المرتبطة بمصالح أميركية أو إسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب، مؤكدة أن التهديد بلغ مستويات “مرتفعة جدًا”.
دعوات خليجية لضبط النفس
أعربت دول الخليج عن قلق بالغ إزاء التصعيد، ودعت إلى ضبط النفس وتجنب الانزلاق نحو مواجهة عسكرية شاملة.
- الإمارات أبدت قلقها من استهداف المنشآت النووية الإيرانية، ودعت إلى تغليب الحوار والدبلوماسية.
- السعودية دانت انتهاك سيادة إيران، داعية إلى خفض التصعيد وتكثيف الجهود الدولية لإيجاد تسوية سياسية.
- قطر أعربت عن أسفها للضربات الأميركية، محذّرة من تداعيات كارثية على المستويين الإقليمي والدولي.
- سلطنة عمان، التي تلعب دور الوسيط في المحادثات النووية، أدانت ما وصفته بـ”العدوان غير القانوني”، ودعت إلى خفض فوري وشامل للتوتر.
تحذير من اتساع رقعة الصراع
وحذّر حسن الحسن، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، من أن التدخل الأميركي المباشر ينذر بتوسيع رقعة النزاع ليشمل دول الخليج، وخاصة البحرين والكويت وقطر، حيث تتمركز منشآت عسكرية أميركية كبرى.
كما اعتبر عبدالعزيز العنجري، مدير مركز “ريكونسنس” الكويتي للدراسات، أن الخليج لم يعد على هامش التوترات بل بات في صلبها، مشددًا على الحاجة إلى موقف موحد وتنسيق أمني مشترك يحول دون تحول المنطقة إلى ساحة حرب بالوكالة.
المنطقة أمام مفترق طرق
يأتي هذا التصعيد في وقت حساس تمرّ فيه المنطقة بموجة غير مسبوقة من التوترات السياسية والعسكرية. ومع استمرار التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران، ومع احتمالية تأثر ممرات الطاقة العالمية، تتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، في ما إذا كان سيضطلع بدور فاعل في تهدئة الأوضاع قبل فوات الأوان.