عندما يلتقط الصحافي “الصورة” ويأخذ معها الهاتف: فضيحة من قلب فندق خمس نجوم بأكادير
في مشهد يصلح سيناريو لفيلم كوميدي ساخر، تحول مصور صحفي بالقناة الأولى المغربية، من رجل خلف العدسة إلى بطل أمام العدالة… بعد أن قام بـ”التقاط” من نوع آخر خلال تغطيته لأحد البرامج بأحد الفنادق الفخمة بمدينة أكادير.
لكن الأمر لا يتعلق بصورة حصرية أو لقطة إعلامية استثنائية، بل بسرقة هاتف ذكي لبرلماني كان يحاول توثيق لحظة مجده بين الضيوف. نعم، سُرِق الهاتف في لحظة “تشيز”!
عندما تتحول الكاميرا إلى ستار دخان
حسب مصادر موثوقة (ومنهم الهاتف نفسه، بفضل خاصية التتبع)، كان المصور المكلف بتغطية برنامج رسمي في مهمة تصوير أحد البرلمانيين الذين يحبون الأضواء مثل حبهم لهواتفهم الجديدة.
وبينما كان الجميع مشغولا بابتسامة البروتوكول، تسللت يد المصور -التي يُفترض أنها خُلقت للإبداع البصري- لتسرق الهاتف الذكي للبرلماني المحترم، الذي لم يشك لحظة غي مصور القناة الأولى، باعتباره “آخر من يُشتبه فيه”.
فمن يشكك في نزاهة حامل الكاميرا في بلد يُقدس الميكروفون؟
الجي بي إس لا يرحم… حتى الصحافيين
مرت الساعات، والهاتف في عداد المفقودين، والبرلماني يعيش صدمة “فين مشى تليفوني؟” إلى أن تدخلت التكنولوجيا لتفضح الموهبة الجديدة للمصور.
خاصية التتبع الجغرافي للهاتف (Gerlockalisation، أو كما يسميها البعض “الفضيحة بلوتوث”) قادت مباشرة إلى سيارة المصور.
فتحوّل “مُلتقط الصور” إلى “مُلتقط ممتلكات”، حين توصل صاحب الهاتف إلى هاتفه داخل سيارة المصور ، الذي تم استدعاؤه من طرف مسؤولي القناة الأولى الذين، لحسن الحظ، قرروا التصرّف بسرعة، فتم توقيفه إداريًا قبل أن يتحوّل الحادث إلى قضية رأي عام.
البرلماني كريم… والقناة لا تسامح
الغريب أن البرلماني المتضرر لم يتقدم بأي شكاية، ربما لأنه اعتبرها “غلطة مهنية” أو لأنه يخشى أن يظهر في الصحف تحت عنوان: “برلماني ضحية النشل الفاخر في فندق خمس نجوم!”
لكن القناة الأولى لم تنتظر قرار القضاء، وأوقفت المصور عن العمل، في خطوة غير معتادة في وسط غالبًا ما يكتفي بـ”النفي الرسمي” و”فتح تحقيق داخلي… ”.
صحافي في مهمة…
هكذا إذن، وبينما كان البرنامج الذي يُغطيه المصور يهدف لتعزيز صورة البرلمان في نظر الشعب، نجد أنفسنا أمام صورة معكوسة: صورة مصور يسرق نائبا شعبيا في قلب فندق، باسم تغطية إعلامية كانت تُفترض أن تُبنى على الثقة والشفافية.
في بلاد العجائب الإعلامية، كل شيء ممكن:
عندما تتحول التغطية الإعلامية إلى “كوفر” مثالي للسرقة، لا تحتاج إلى لص محترف بقبعة سوداء، بل إلى مصور يحمل “بادج القناة” ويبتسم بلطف أمام العدسات.
وعندما تفشل أخلاقيات المهنة في منع يد تتسلل إلى جيب برلماني مطمئن، تتدخل التكنولوجيا ببرود جغرافي قاتل: “الهاتف الآن في السيارة رقم كذا… مبروك، لقد ربحت ورطة!”
أما السيناريو الأكثر عبثية، فهو ذاك الذي يُتوّج فيه البرلماني ضحية، ويصعد فيه المصور إلى بطولة فيلم لا يحتاج لا سيناريو معقد، ولا مؤثرات بصرية، فقط قليلاً من الوقاحة وكثيرًا من غياب الرقابة.
أهلاً بكم في نشرة الأخبار الساخرة، حيث اللقطة ليست دائمًا بريئة، والمصور… ليس دائمًا محترفًا
ربما حان الوقت لتزويد أوردرات التصوير في التلفزيون العمومي بخاصية “نُراقب من يراقب الصورة”،
لأننا، بصراحة، لم نعد نثق لا في الكادر، ولا في من يحمل الكاميرا.