مهرجان “موازين”… حين ترقص الشيخة وتغني الفنانة من الكواليس!
الرباط، قلب الثقافة والحداثة، مدينة النور والليزر و”موازين”… حيث تختلط الأذواق، وتتقاطع الإيقاعات، وتختفي نادية العروسي في ظلال هدى، أو كما يفضل المغاربة تسميتها: “الشيخة – الطبيبة النفسية”، لأنها الوحيدة القادرة على إخراج الجمهور من الاكتئاب بالدف والطبل والدوران حول الذات.
في واحدة من أكثر لحظات المهرجان غرابةً وشعبيةً، اعتلت هدى خشبة المسرح الشعبي في موازين، لا لتغني، بل لتُغنّي الجمهور بجرعات من الرقص الشعبي العلاجي، فسرقت الأضواء والميكروفون والعدسات… بل وحتى اسم الفنانة الحقيقية التي كانت من المفترض أن تحيي السهرة، نادية العروسي، والتي لم يرها أحد، لا حيّة تُرزق، ولا ميتة فنيًّا.
هدى، نجمة بلا ميكروفون… تكفيها الهزة
هدى، لمن لا يعرفها، ليست مجرد راقصة شعبية. إنها الـ”تراند”، الـ”ميم”، والـ”ميثاق الوطني للزهو”، نجمة التيك توك، وسيدة السهرات. جمهور موازين، الذي جرب كل أنواع الموسيقى من الجاز إلى الـK-pop، خرج في تلك الليلة مقتنعًا أن أحسن عرض في المهرجان لم يكن لفرقة عالمية ولا لـDJ فرنسي بنظارات شمسية، بل لهدى، الشيخة المضيئة في عتمة الساحة.
نادية العروسي؟ حفلها تم… بالنيابة!
الغريب (أو المضحك؟) في القصة أن الفنانة الرسمية، نادية العروسي، كانت حاضرةً غائبة، غنت من الكواليس – حسب بعض الشهادات – بينما تولت هدى “تجسيد” الأغنية جسديًا على المسرح، بطريقة جعلت الجمهور يتساءل: هل نحتاج فعلًا إلى المغنين إذا كانت الشيخة قادرة على الترجمة الفورية بالحركات؟
“موازين”… المهرجان الذي يحتفي بالخلط الإبداعي
إذا كان مهرجان موازين يسعى إلى إدماج كل الألوان الموسيقية والثقافية، فقد نجح أخيرًا في مزج الأصالة بالواقعية الرقمية. هدى جسدت المعادلة الجديدة:
من لا يرقص… لا يُذكر.
ومن لا يخلق “البوز”، فليبقَ في الكواليس.
المغاربة يتفقون أخيرًا على شيء: هدى هي الشيخة الأولى، بلا منازع.
تعليقات الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي اختزلت كل شيء:
“هدى دايرة حالة!”
“أحسن من عشرين مهرجان ديال الجاز.”
“نادية العروسي؟ واخا تكون هي لي غنات، راه هدى لي وصلات الرسالة!”
فهل نحن أمام ولادة جيل جديد من الحفلات؟
هل ستُدرج مستقبلا فئة “الشيخة المرافقة” في فقرات المهرجانات الكبرى؟
وهل يمكن لوزير الثقافة أن يُقلّد هدى وسام الاستحقاق الشعبي – من الدرجة الأولى – على زلزالها الراقص؟
في انتظار جواب رسمي، نترككم مع هذا الدرس الفني المهم:
في المغرب، عندما تغني الفنانة بصوت خافت، وتهز الشيخة المسرح… فاعلم أن العرض بدأ بالفعل.