بوشعيب البازي يكتب: “عندما ينقلب فم النصب على صاحب قناة «تحدي»”
قناة «تحدي»، التي تُسوق لنفسها كشاشة “حرة” لكشف المستور، تحولت مع الوقت إلى مكب نفايات رقمية، يُرمى فيه كل شريف، ويُطهى على نار الحقد كل من لم يُعجِب المزاج السيكوباتي لصاحبها. هشام جيراندو لا يُمارس الصحافة، بل يستثمر في الانحطاط الأخلاقي؛ رجل لا يبحث عن الحقيقة، بل عن الإثارة الممنوحة بعدد المشاهدات، ولو على جثث الأبرياء وسمعة الشرفاء.
هل هو نصاب رقمي؟ ربما.
هل هو مريض بالشهرة؟ غالباً.
هل هو ضحية نفسه؟ قطعاً.
جيراندو استثمر في الشتيمة، لكنه نسي أن الشتيمة كالبوميرانغ، تعود إلى وجه صاحبها إن لم تكن محكمة التوجيه. وما وقع له أمام قاضية كيبيك، هوريا بوندارو، ليس سوى ارتداد طبيعي لما زرعه من سُمّ إعلامي، ولو كان بلغة مكسّرة بين الدارجة والعنف اللفظي.
من هو الضحية الحقيقي؟
الضحية هنا ليس فقط الأستاذ عادل سعيد لمطيري، الذي سقط في فخ الحقد المجاني، بل أيضًا مهنة المحاماة، مهنة الصحافة، وكرامة الجالية المغربية في كندا، التي تُنسب إليها ممارسات هذا اليوتيوبور البائس. لقد استطاع أن يقدّم أسوأ نموذج للمهاجر المغربي في المهجر، نموذج من يستغل حرية التعبير ليُمارس الحرية في القذف، ومن يستغل القانون الكندي ليظن أنه فوق القانون.
عندما يسقط القناع
أخطر ما في قصة هشام جيراندو، أنها تفضح واقعاً رقمياً مقلقاً ، منصات التواصل أصبحت حانات مفتوحة للابتزاز، والسب، والرقص على جراح الناس. وما فعله جيراندو ليس سوى نسخة مكررة من نصّاب رقمي آخر، من أولئك الذين يصنعون الأعداء ليحصلوا على متابعين، ويطلقون الأكاذيب ليصيروا أبطالا افتراضيين.
لكن لحسن الحظ، كندا ليست “فيسبوك”، والمحكمة ليست “كومنت”.
هناك قضاء. وهناك قانون. وهناك، أخيراً، كرامة لا تُشترى بالمشاهدات.
حكم كيبيك ليس فقط ضربة موجعة لهشام جيراندو، بل رسالة واضحة لكل من يتوهم أن “الحرية” تعني إطلاق اللسان في أعراض الناس. وقد آن الأوان أن يدرك هؤلاء أن العدالة لا تُمارَس خلف الشاشات، بل داخل قاعات المحكمة، حيث يُفصل بين الادعاء والوقاحة.
وسؤالنا الأخير: هل سيعتبر جيراندو من هذا الدرس؟
أم سيكتفي، كعادته، بلوم “المخزن” و”اللوبيات” و”الماسونية الرقمية”؟
في كل الأحوال، حسابك البنكي قد تَناقص بـ164 ألف دولار، أما رصيدك الأخلاقي… فقد كان صفراً منذ البداية.