القنصلية المغربية ببروكسيل تعبئ كل مواردها لخدمة مغاربة بلجيكا خلال العطلة الصيفية
بوشعيب البازي
في ظل الارتفاع اللافت لعدد أفراد الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا، والتي تُقدَّر اليوم بما يفوق 700 ألف شخص، تعمل القنصلية العامة للمملكة المغربية ببروكسيل على تكثيف جهودها لضمان تقديم خدمات إدارية فعّالة ومرنة خلال موسم العطلة الصيفية، الذي يُسجَّل خلاله إقبال استثنائي من طرف مغاربة الخارج على المرافق القنصلية.
انسجامًا مع التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ووفقًا لتوجيهات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، جندت القنصلية العامة ببروكسيل كامل طاقمها الإداري والتقني، برئاسة القنصل العام السيد حسن التوري، الذي حرص بمعية فريقه على تأجيل العطل السنوية إلى غاية شهر غشت، ضمانًا لاستمرارية الخدمات في ظروف ملائمة تحترم تطلعات وانتظارات الجالية.
خدمات إدارية موسّعة وتكييف استثنائي مع خصوصيات الجالية
خلال هذه الفترة من السنة، تضع القنصلية على رأس أولوياتها المرونة في استقبال المرتفقين وتبسيط الإجراءات الإدارية الضرورية، وذلك من خلال:
- نظام حجز المواعيد الإلكتروني، الذي يُمكِّن المرتفقين من تحديد تاريخ وساعة زيارتهم بشكل مسبق، مما يُقلِّص من زمن الانتظار ويُحسِّن جودة الاستقبال.
- خدمات إصدار وتجديد جوازات السفر، في احترام صارم للآجال القانونية مع توفير مواكبة خاصة للحالات الاستعجالية.
- إصدار البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية، عبر مسطرة مبسطة لفائدة المواطنين الراغبين في تحديث أو الحصول على بطاقتهم لأول مرة.
- خدمات الحالة المدنية، سواء المتعلقة بتسجيل الولادات، الزواج، أو الوفيات، وهي خدمات تعرف رواجًا ملحوظًا في صفوف الجالية خلال العطل الصيفية.
- توثيق العقود والتصديق على الوثائق الرسمية، خاصة تلك المتعلقة بالتوكيلات، عقود البيع، أو الوثائق الموجهة إلى الإدارات بالمغرب.
انفتاح على الجالية والتزام بالخدمة العامة
ولأجل مواكبة ظروف العمل لدى أفراد الجالية، الذين لا يستطيعون غالبًا التفرغ خلال أيام الأسبوع، حرصت القنصلية على فتح أبوابها يوم السبت، في سابقة تنمّ عن روح المسؤولية والتفاني في خدمة المواطنين، بما يتماشى مع الرؤية الملكية في تعزيز صلة الرحم الإداري بين مغاربة العالم ومؤسساتهم الوطنية.
وفي تصريح للقنصل العام للمملكة المغربية السيد حسن التوري، الذي أشار إلى أن “العمل خلال العطلة الصيفية و أيام السبت ليس استثناءً، بل هو التزام وطني تجاه مواطنين نعتز بانتمائهم، ونتعامل مع مطالبهم بكل جدية ومهنية”.
نحو دبلوماسية قنصلية أكثر قربًا وفعالية
تُجسّد هذه التعبئة نموذجًا لما بات يُعرف بـ”الدبلوماسية القنصلية القريبة من المواطن”، حيث لم تعد القنصليات مجرّد هياكل إدارية، بل أصبحت واجهات حقيقية للدولة المغربية في الخارج، تعكس صورتها، وتترجم عنايتها بمواطنيها أينما وجدوا.
وفي هذا السياق، يُثمن عدد كبير من أفراد الجالية هذه الجهود المتواصلة، التي لا تقتصر فقط على تقديم الوثائق، بل تشمل أيضًا الإصغاء، المواكبة، والتفاعل الإنساني الذي يقرّب بين الإدارة والمواطن.