في دار بنقريش: مغاربة العالم يجسدون التنمية الميدانية ويكرّمون الكفاءات المواطِنة

بوشعيب البازي

بمناسبة عيد العرش المجيد واليوم الوطني للمهاجر، نظّمت رابطة مغاربة العالم العائدين والمقيمين بالخارج الملتقى الدولي الأول تحت شعار:

“التنمية والاستثمار في المغرب: هدف مغاربة العالم”.

ملتقى لم يكن مجرد تظاهرة احتفالية عابرة، بل محطة استراتيجية حاملة لأبعاد إنسانية وتنموية واضحة، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تحقيق تنمية عادلة ومندمجة.

قافلة طبية بروح المواطنة والتضامن

في صلب هذا الحدث، أطلقت الرابطة قافلة طبية تضامنية لفائدة ساكنة جماعة دار بنقريش والنواحي، بشراكة مع الشبكة الدولية للكفاءات الطبية والعلمية لمغاربة العالم، وبمشاركة أطباء مغاربة من داخل الوطن وخارجه، في مبادرة تُجسّد بأقوى الصور مفهوم التنمية المجالية التي شدّد عليها جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش ليوم 29 يوليوز 2025.

وقد استفاد من هذه القافلة أزيد من 2000 مواطن ومواطنة، بفضل تعبئة أكثر من 40 طبيباً وطبيبة من مختلف التخصصات، و35 ممرضة وممرضاً، ضمن منظومة عمل منسقة ومهنية. كما تم توزيع أدوية بقيمة تفوق 100 ألف درهم (حوالي 10 آلاف يورو) على المرضى المحتاجين، مما عزز الأثر المباشر لهذه المبادرة على حياة الساكنة المحلية.

تكريم كفاءات من الجالية: اعتراف مستحق

وفي لفتة رمزية تعبّر عن روح الاعتراف والامتنان، شهد الملتقى تكريم عدد من الشخصيات المتميزة من مغاربة العالم، الذين ساهموا بشكل فعلي في إنجاح هذا المشروع التضامني. وقد تمّ تكريم كل من:

  • عبد الاله شاطر، سمير قدار ، رضوان بشيري، فؤاد أحيضر.

هؤلاء وغيرهم، جسّدوا قيم التضامن والانتماء الحقيقي، وأكدوا أن مغاربة الخارج ليسوا فقط سفراء لوطنهم، بل أيضًا شركاء في التنمية، بالجهد والمعرفة والخبرة.

استجابة مواطِنة لنداء العرش

تأتي هذه القافلة في سياق التفاعل المباشر مع خطاب العرش الأخير، الذي دعا فيه جلالة الملك إلى مغرب لا يسير بسرعتين، مغرب يُكرّس العدالة المجالية والاجتماعية، ويجعل من الصحة والتعليم وخدمات القرب دعائم حقيقية لتنمية شاملة، خصوصاً في المناطق القروية والهشة.

وبذلك، أثبت مغاربة العالم أن مساهمتهم في تنمية الوطن لا تقتصر على التحويلات المالية أو المشاريع الاقتصادية، بل تشمل نقل الكفاءات والمعارف، وخدمة الإنسان في عمق ترابه المحلي، بعيداً عن الأضواء، ولكن قريباً من نبض الوطن.

نحو نموذج تنموي تشاركي ومندمج

لقد وضع هذا الملتقى لبنة أولى في مسار جديد من التكامل بين مؤسسات الدولة، والمجتمع المدني، وكفاءات الجالية المغربية، في أفق إرساء نموذج تنموي يقوم على الاستثمار في الإنسان، وتعبئة الموارد اللامادية، وربط السياسات العمومية بالاحتياجات الفعلية للمواطنين.

ففي دار بنقريش، كما في مناطق أخرى من المغرب العميق، يصنع مغاربة العالم الفرق، ويقدمون نموذجاً مواطناً في الوفاء لبلدهم الأم، ويؤكدون أن الرهان الحقيقي هو مغرب متماسك، مندمج، ومتضامن، يضع الإنسان في صلب أولوياته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com