هشام جراندو أمام العدالة الكندية: شهر سجن… هل يكفي لوقف آلة التشهير؟

بوشعيب البازي

مونتريال – من المرتقب أن يقوم هشام جراندو، الشخصية المثيرة للجدل في أوساط الجالية المغربية في كندا وأوروبا، بتسليم نفسه اليوم للشرطة الكندية، لتنفيذ الحكم القضائي الصادر بحقه والقاضي بـ شهر واحد من السجن النافذ، يليه شهر من الأشغال لفائدة المجتمع، وذلك في إطار قضية تتعلق بـ جرائم إلكترونية خطيرة شملت التشهير، الابتزاز، والاعتداء على الحياة الخاصة.

ورغم أن العقوبة تبدو خفيفة مقارنة بحجم الاتهامات والتأثير الواسع الذي خلفته أنشطته، إلا أن القضية أبعد ما تكون عن نهايتها. فبحسب العديد من المتابعين، ما كُشف لا يمثل سوى 5٪ من الحقائق المرتبطة بملفه، بينما يُتوقع أن تعرف الأشهر القادمة تطورات أكثر تفجيرًا، خاصة إذا قرر جراندو فضح شركائه في الخفاء.

شبكة تشهير متشابكة وجرائم سيبرانية منظمة

لقد بنى هشام جراندو لنفسه صورة “صانع فضائح” و”كاشف حقائق”، لكنه في الواقع متهم من قبل القضاء الكندي بـ قيادة شبكة منظمة للهجمات الإلكترونية، اعتمدت على نشر معلومات شخصية مسربة، تركيب فيديوهات مفبركة، وابتزاز شخصيات عامة داخل وخارج كندا.

تشير تقارير موثوقة إلى أن عدد ضحاياه فاق 50 شخصًا، بينهم صحافيون، نشطاء، مسؤولون جمعويون وأفراد من الجالية المغربية، إضافة إلى شخصيات كانت تمده بمعلومات حساسة بغرض تصفية حسابات أو ممارسة ضغط إعلامي موجه.

شهر سجن… عقوبة رمزية أم بداية لانفجار أكبر؟

العقوبة التي أصدرها القضاء الكندي، والمحددة في 30 يومًا من السجن، قد تبدو غير متناسبة مع حجم الأذى الذي ألحقه جراندو بعدد من الضحايا، لكن المتابعين يؤكدون أن ما سيأتي بعد السجن قد يكون أخطر مما مضى. إذ تشير بعض التسريبات إلى أنه قد يعمد إلى كشف أسماء مساعديه ومصادره، خاصة أولئك الذين كانوا يزودونه بالوثائق والمقاطع المسربة التي استعملها في حملاته.

ويذهب بعض المحللين إلى أن جراندو، بعد خروجه من السجن، لن يختفي عن الساحة، بل قد ينتقم من شركائه السابقين عبر تسريب معلومات خطيرة، خصوصًا أن بعض هذه الجهات لها امتدادات في بلدان مثل الإمارات العربية المتحدة، مما قد يرفع القضية من مستوى صراع داخلي بين أفراد الجالية إلى قضية ذات أبعاد دولية.

انتظار عودة الحيجاوي… وكتاب قد يفجر المفاجآت

في خلفية هذه التطورات، يظهر اسم آخر: رضا الحيجاوي، أحد الأشخاص الذين يُعتقد أنهم كانوا على صلة مباشرة بجراندو في فترة سابقة، والذي يُقال إنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة على كتاب مثير قد يكشف فيه تفاصيل صادمة عن مرحلة نشاطهما المشترك، وعن العلاقة الملتبسة بين “لوبيات” إعلامية في كندا وأطراف استخباراتية في الخارج.

من صراع داخلي إلى أزمة عابرة للحدود

ما بدأ كقضية محصورة في أوساط الجالية المغربية، تحول إلى ملف ذي أبعاد أمنية وإعلامية معقدة، وقد يكون لهذا الحكم تأثير عكسي إذا ما قرر جراندو الردّ بفضح المستور. إذ من غير المستبعد أن تفتح التحقيقات من جديد، خاصة إن ظهرت معطيات جديدة تضع أسماء أخرى في الواجهة.

 هل تنتهي الحكاية خلف القضبان؟

اليوم، يبدأ هشام جراندو أول يوم له خلف القضبان. لكن السؤال الحقيقي ليس هل سيدخل السجن، بل هل سيخرج منه كما دخل؟ وهل سيعيد النظر في مساره المثير للجدل، أم سيعود بأسلوب أكثر شراسة وبتحالفات جديدة تقلب الطاولة على من كان بالأمس حليفه؟

القصة لم تنتهِ بعد… بل ربما لم تبدأ بعد فعلًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com