في مبادرة بحثية وثقافية رصينة، يواصل مجلس الجالية المغربية بالخارج مساعيه لتعزيز حضور الكفاءات المغربية المهاجرة في الوعي الوطني من خلال سلسلة “مسارات”، التي تحولت إلى مرجع نوعي يرصد تجارب ناجحة ومؤثرة لمغاربة العالم في مختلف بقاع الأرض.
العدد الحالي من السلسلة يتجاوز الحدود الجغرافية ليتناول بالدراسة والتمثيل “البورتريهات” المتنوعة لكفاءات مغربية تألقت في المهجر، وذلك ضمن مشروع “أطلس كفاءات المغرب المهاجر”، الذي جُمعت مادته عبر سنوات، وخرج في صيغة مجلدات ثمانية، خصص كل واحد منها لدولة أو مجموعة دول مثل إسبانيا، إيطاليا، هولندا، ألمانيا، بلدان الخليج (الإمارات، البحرين، سلطنة عمان)، بلجيكا، والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها. وقد جُمعت هذه المجلدات لاحقا في كتاب جامع وُضع تحت تصنيف صحفي العالم، مع ملف خاص حول الكفاءات الرياضية المغربية في المهجر.
العمل، الذي انطلق منذ 2015، يستند إلى دراسة أولية أنجزها المجلس سنة 2013 تحت عنوان “الكفاءات المغربية بالخارج: 25 سنة من سياسات الاستقطاب”، حيث هدف إلى ربط الصلات بين الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج وبين الوطن الأم، من جهة أولى، ومن جهة ثانية تقديمها للرأي العام الوطني والدولي من خلال تعريف علمي ومؤسساتي بمنجزاتهم.
ورغم ما يطرحه الطموح التوثيقي من تحديات، يؤكد مجلس الجالية أن هذا العمل لا يدّعي استقصاء كل الكفاءات المغربية في الخارج، ولا حصر وجوهها جميعا، بل هو بداية جرد نسبي، يهدف إلى توفير مقاربات تحليلية وسوسيوثقافية تُبرز تنوع الحضور المغربي وتعدد تمثلاته في بلدان المهجر.
كما يُنتظر أن تشكل هذه الإصدارات قاعدة أولى لسلسلة مستقبلية من الكتب والأعمال التي تواصل تسليط الضوء على وجوه مغربية جديدة في المهجر، من بينها كفاءات واعدة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، في مشهد عالمي يتطلب أكثر من أي وقت مضى تأصيلا لصورة الكفاءات المغربية باعتبارها رأسمالا رمزيا واستراتيجيا للمغرب الحديث.