شرطي مرور “يُعلن التخفيضات”: من 300 يورو إلى 100 يورو… لكن بدون فاتورة

بوشعيب البازي

شرطي مرور “يُعلن التخفيضات”: من 300 يورو إلى 100 يورو… لكن بدون فاتورة!

لم يكن “يوسف”، المغربي المقيم ببلجيكا، يتوقع أن تتحول رحلته الصيفية إلى المغرب إلى مشهد أقرب إلى عروض “البلاك فرايداي” على قارعة الطريق. كان يقود سيارته في هدوء، والطرق شبه خالية، حين أوقفه شرطي مرور بابتسامة لا تحمل أي مخالفة في طياتها… إلا أن المخالفة كانت جاهزة في جيب الشرطي، تحتاج فقط إلى “قليل من التفاوض”.

وبلهجة واثقة، ألقى رجل القانون عرضه الأول: “المخالفة 300 يورو، لكن… لأجلك فقط، سنجعلها 100 يورو نقدًا… وبدون وصل”. كانت الصفقة واضحة: القانون غائب، والفاتورة غائبة، وما حضر هو منطق السوق السوداء في أبسط أشكاله.

لكن يوسف، الذي يعرف أن “المهاجرين الحالمين بالعودة” صاروا هدفًا سهلًا لبعض ضعاف النفوس، قرر قلب الطاولة: “حرر لي المخالفة رسميًا، وسأدفعها وأحصل على الوصل”.

عندها فقط تغيّر لون وجه الشرطي من لون الزي الأزرق إلى لون الورقة البيضاء، وكأن آلة الطباعة تعطلت فجأة. وبعد ثوانٍ من الصمت المربك، أخرج الشرطي أوراق يوسف، أعادها بابتسامة باردة، وهمس: “تفضل، الطريق سالك”.

هكذا، انتهت الصفقة قبل أن تبدأ، وعاد المهاجر إلى طريقه، وهو يهمس لنفسه: “حتى الرشوة تحتاج زبونًا يوافق… وإلا فالمنتج يفسد في المخزن”.

وهو مشهد شاذ يسيء لصورة مؤسسة أمنية يقودها المدير العام للأمن الوطني السيد عيد اللطيف الحموشي ، الذي أعاد هيكلتها ورفع أجور موظفيها وأكد مرارًا أنه لا يتساهل مع كل من يشوه سمعتها، لكن يبدو أن بعض الجيوب الفاسدة ما زالت تصر على البقاء، وكأنها لم تسمع أن زمن “التخفيضات” خارج القانون قد ولى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com