عندما يتحوّل شعار “محاربة الفساد” إلى “حماية المفسدين”… حكاية تضامن نبيل وزاع مع شرطي موقوف

بوشعيب البازي

في مشهد يليق بالمسرح العبثي أكثر مما يليق بمجال حقوق الإنسان، خرج الأمين العام للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، نبيل وزاع، ليعلن تضامنه العلني مع ضابط أمن بفرقة السير الطرقي، تم توقيفه بسبب تجاوزات مهنية وإخلالات وظيفية ثقيلة.

وزاع، الذي يُفترض أن يكون في الصفوف الأولى لمحاربة الفساد كما يوحي اسم جمعيته، قرر قلب المعادلة: بدل الدفاع عن المواطن الذي تعرّض لما وُصف بشطط في استعمال السلطة، وجّه سهام الاتهام إلى المهاجر المغربي نفسه، لمجرّد أنه وصف الشرطي بـ”الأجنبي” وصوّره أثناء الواقعة. ليس هذا فحسب، بل طالب بمتابعته في حالة اعتقال، وكأن المشكلة الحقيقية في كاميرا الهاتف، لا في التجاوز المهني.

المفارقة الصارخة هنا أن صاحب الجمعية الذي يرفع شعار محاربة الفساد، وجد نفسه يدافع عن موظف موقوف أصلاً بتهم مرتبطة بالإخلال بالواجب، بينما يهاجم مواطناً طالب فقط بحقه. أي منطق هذا؟ ربما هو منطق الجمعيات التي تملك أسماء أكبر بكثير من معارف مؤسسيها، حيث يتحول “النضال” إلى خطب مرتجلة على مواقع التواصل، والحياد إلى تحالف غير معلن مع السلطة ضد المواطن.

وإذا كان الدفاع عن حقوق الإنسان يتطلب وعياً قانونياً وأخلاقياً، فإن ما شاهدناه لا يرقى حتى إلى مستوى نقاش مقهى شعبي. والنتيجة: قضية جديدة تضع تحت المجهر جدية بعض الجمعيات التي ترفع شعارات براقة بينما تمارس عكسها تماماً… أو كما يقول المثل: “اللي ما يعرف يرقص… يقول الأرض عوجة.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com