جمعيات مغربية في إيطاليا تحتج على استغلال أطفال مخيمات تندوف في الدعاية السياسية ضد المغرب
مجدي فاطمة الزهراء
وجّهت شبكة جمعيات الجالية المغربية في إيطاليا (RACMI) والفضاء المغربي الإيطالي للتضامن (SMIS) رسالة احتجاج رسمية إلى وزارات الداخلية، والخارجية، والتعاون الدولي، والعمل، والعدل الإيطالية، تنديدًا بما وصفته بـ”الاستغلال السياسي غير الأخلاقي” لأطفال غير مرفوقين، يُقدَّمون زيفًا على أنهم “صحراويون”، في حملات دعائية معادية للمغرب على الأراضي الإيطالية.
أطفال من الجزائر… تحت مسمى “سفراء السلام”
وأوضحت الجمعيات أن نحو ستين طفلًا، جرى تقديمهم للرأي العام الإيطالي هذا الصيف تحت مسمى “سفراء السلام” القادمين من “الصحراء”، هم في الحقيقة أطفال جزائريون من مخيمات تندوف، دخلوا إيطاليا بوثائق سفر صادرة عن الجزائر، تحت ذريعة قضاء عطلة ترفيهية لتخفيف معاناتهم. لكن، حسب الجمعيات، تم استغلال وجودهم في إيطاليا كأداة في “آلة الدعاية السياسية” التي يقودها النظام الجزائري وجبهة البوليساريو، بمشاركة بعض المنتخبين الإيطاليين، خاصة في مناطق توسكانا، ولاتسيو، وإميليا رومانيا.
حرمان ممنهج من الحقوق الأساسية
شددت الرسالة على أن سكان مخيمات تندوف هم الوحيدون في العالم الذين يُحرمون من أبسط الحقوق الإنسانية التي تكفلها الاتفاقيات الدولية: حرية التنقل، الحق في التعداد السكاني، الحق في العمل، حرية التعبير، الرعاية الصحية، العدالة، الحماية الإنسانية، وحتى بطاقة اللاجئ الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وأكدت الجمعيات أن المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات تقع على عاتق الجزائر، لا المغرب.
توظيف سياسي لمأساة إنسانية
وحذرت الجمعيات من أن هذه الممارسات تمثل محاولة للتغطية على الظروف المأساوية داخل المخيمات، والتي تشمل التجنيد القسري للأطفال، والتلقين الإيديولوجي المتطرف، والاتجار بالمساعدات الإنسانية الموجهة أصلًا للنازحين. كما ذكّرت بأن هذه الانتهاكات جرى التنديد بها مرارًا في البرلمان الأوروبي وعلى لسان منظمات حقوقية دولية.
دعوة لاتخاذ موقف إيطالي واضح
طالبت الرسالة الحكومة الإيطالية بموقف سياسي ودبلوماسي حازم يحمي حقوق هؤلاء القاصرين غير المرفوقين، ويمنع توظيفهم في صراعات سياسية لا علاقة لهم بها. كما شددت على ضرورة حماية صورة إيطاليا من الانخراط – عن غير قصد – في حملة دعائية مرتبطة بصراع إقليمي مفتعل تعود جذوره إلى زمن الحرب الباردة.