عادل الميلودي… من نغمة مشاغبة إلى لحن نشاز

بوشعيب البازي

عادل الميلودي، الفنان الذي كان يفاخر دوماً بأنه “لا يضع الماء في فمه” قبل أن يتحدث، أثبت مرة أخرى أنه لا يعرف طريق الدبلوماسية حتى لو كانت مزروعة بالورود. فالمغني الذي عرفه الجمهور بأغانيه الجريئة وإيقاعاته الشعبية، صار في السنوات الأخيرة أكثر شهرة بخروجاته الإعلامية النارية واتهاماته لفنانين آخرين، مرفقة بكلمات نابية لا تمت للفن ولا لذوق الجمهور بصلة، بل تجرّه إلى منطقة رمادية بين الفضائحية والفوضوية.

القصة الأخيرة التي ألهبت مواقع التواصل تعود إلى مهرجان الشاطئ، حيث تجاهلت إدارة “اتصالات المغرب” دعوة الميلودي، وكأنها تريد أن تقول له بلطف: لسنا بحاجة لعرض إضافي من الضوضاء. لكن الميلودي، الذي لم يهضم التجاهل، قرر أن يحوّل الأمر إلى مشهد درامي مباشر، فذهب ليعتصم أمام مقر الشركة. غير أن تجاهل المسؤولين له كان أكثر قسوة من حرارة شمس أغسطس، فخسر الرجل ليس أعصابه فحسب، بل حتى شيئاً من كرامته الفنية.

وليس هذا أول فصوله المثيرة للجدل، فمن قبل، اشتهرت فيديوهاته المباشرة على “اللايف” التي تخلط بين التهكم والتصعيد، ناهيك عن حادثة تهديده لعناصر الشرطة بمدينة القنيطرة بعد إيقاف زوجته، وهي الواقعة التي جعلت عدداً من المنتجين يرفعون أيديهم عن أي مشروع يجمعهم به، خوفاً من أن تتحول الجلسة الفنية إلى مسرحية من ثلاثة فصول: اتهام، سب، ثم انفجار غضب.

لكن وسط كل هذا الضجيج، لا يمكن إنكار أن الميلودي كان في بداياته فناناً يملك قاعدة جماهيرية واسعة، وأنه أمتع جمهوره بأغانٍ ظلت تتردد في الأعراس والحفلات الشعبية. كان يملك قيمة فنية حقيقية، واحتراماً لجمهوره قبل أي شيء، قبل أن يختار طريق “البوز” السهل الذي يستهلك صورته أكثر مما يروّج لفنه.

في النهاية، يبقى السؤال: هل سيستعيد عادل الميلودي إيقاعه الفني الجميل، أم سيستمر في عزف لحن النشاز الذي جعله مادة دسمة لعناوين الصحافة الصفراء؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com