المغرب يتصدر قائمة أفضل الوجهات السياحية عالمياً لعام 2025
صنّفت منصّة السفر العالمية “كاياك” المغرب كأفضل الوجهات السياحية في العالم للعام الحالي، وفق موقع “بيزنس إنسايدر” الذي يتخذ من نيويورك مقرا له. ولم يأت هذا التتويج من فراغ بل هو ثمرة إستراتيجية متكاملة، فضلا عن الاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به المملكة التي تتطلع إلى استقطاب 26 مليون سائح بحلول سنة 2030 بالتزامن مع استضافتها نهائيات كأس العام لكرة القدم في العام نفسه.
وسلط التقرير الضوء على الإمكانيات الواعدة التي يتمتع بها المغرب ومن بينها “سحر الصحراء بكثبانها الرملية الممتدة تحت سماء صافية وجمال جبال الأطلس المغطاة بالثلوج وبساتين الزيتون والأركان”، لافتا إلى “حيوية المدن التاريخية مثل فاس ومراكش، وما تزخر به من معالم وأجواء فريدة”.
ويأتي هذا الإنجاز ليقيم الدليل على نجاح المملكة في ترسيخ ريادتها في هذا القطاع، وتعزيز قدرتها على قدرتها على استقطاب ملايين السواح سنويا، ما جعلها تتصدر الوجهات السياحية في أفريقيا بعد أن ستقبلت العام الماضي 17.4 مليون سائح.
وركز التقرير على مدينة مراكش باعتبارها الوجهة الأكثر جاذبية في العالم من حيث القيمة، حيث توفر للسياح تجربة متكاملة بتكلفة مناسبة، لا سيما بعد أن انخفضت أسعار الرحلات الجوية إليها بنسبة 5 بالمئة مقارنة بصيف العام الماضي.
كما تطرق المصدر نفسه إلى المميزات التي تحظى بها عدة مدن ساحلية مغربية مثل الصويرة، بما توفره من أجواء بحرية خلابة ومنازل ذات شبابيك زرقاء تميزها عن غيرها، إضافة إلى الطابع الفريد لمدينة شفشاون.
ويمتلك المغرب تراثاً ثقافياً غنياً ومتنوعاً، يجمع بين التأثيرات الأمازيغية والعربية والأندلسية والأوروبية. ويتجلي هذا التنوع في المدن العتيقة مثل فاس ومراكش، والمواقع الأثرية، والتقاليد الأصيلة، مما يوفر تجربة سياحية فريدة.
ويطل البلد على واجهتين بحريتين وهما البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ويتميز بتنوع طبيعي يجمع بين الشواطئ، والجبال والصحراء الكبرى. ويتيح هذا التنوع للمغرب تقديم منتجات سياحية متنوعة تلبي اهتمامات مختلفة، من السياحة الشاطئية إلى السياحة الجبلية والصحراوية.
ويعد الاستقرار الأمني والسياسي الذي يتمتع به المغرب نقطة قوة أساسية، خاصة في سياق منطقة شمال أفريقيا، مما يجعله وجهة مفضلة للسياح الباحثين عن الأمان.
وشهد المغرب تطوراً كبيراً في بنيته التحتية، وخاصة في مجال النقل (المطارات الحديثة، شبكة الطرق السريعة) والفنادق والمنتجعات السياحية، مما يسهل وصول السياح ويحسن تجربتهم.
وتتبنى الحكومة المغربية سياسات واستراتيجيات طموحة لتطوير القطاع السياحي، مثل خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة 2023 2026، بهدف زيادة عدد السياح وتنويع العروض السياحية.
ويعمل المغرب على تطوير أنواع جديدة من السياحة مثل السياحة البيئية وسياحة المغامرات، والسياحة الثقافية المتخصصة، مما يضيف قيمة إلى العرض السياحي المغربي.
وفي سياق متصل أعلن المغرب اليوم الخميس استقبال نحو 13.5 مليون سائح خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب 2025، بزيادة قدرها 15 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقالت وزارة السياحة في بيان إن المملكة “استقبلت نحو 4.6 ملايين سائح خلال يوليو/تموز وأغسطس الماضيين فقط”، واصفة ذلك بأنه “أداء استثنائي” للقطاع خلال صيف العام الجاري.
وأوضحت أن الموسم الصيفي الأخير تميز بعودة قوية لمغاربة العالم المقيمين بالخارج، إذ بلغ عددهم 3 ملايين شخص، بزيادة بلغت 13 بالمئة مقارنة بصيف 2024.
وأكد البيان أن هذه النتائج تعكس الجاذبية المتزايدة للمغرب ونجاعة التدابير المتخذة، التي تركز على تعزيز الربط الجوي وإثراء العرض السياحي.
وتعد السياحة ثاني مصدر للعملة الصعبة في المغرب بعد تحويلات المغتربين وبلغت إيرادات القطاع السياحي خلال العام 2024 نحو 11.2 مليار دولار، ما دفع بنك المغرب إلى توقع استمرار نموها خلال العام الحالي، بما يعزز احتياطيات النقد الأجنبي للبلاد التي تجاوزت حاجز 40 مليار دولار خلال يوليو/تموز الماضي.