تشهد الساحة السياسية المغربية نهاية هذا الأسبوع نشاطًا مكثفًا، مع تنظيم ثلاثة أحزاب رئيسية لتجمعات جماهيرية في مدن مختلفة، كل منها يحمل رسائل سياسية محددة.
حزب الاستقلال، بقيادة نزار بركة، اختار مدينة السمارة لعقد لقاء يجمع الفريق الاستقلالي بمجلسي النواب والمستشارين. ويأتي هذا التجمع في “ضيافة” ولد الرشيد الابن، رئيس مجلس المستشارين وزعيم تيار الصحراء داخل الحزب، في خطوة يهدف من خلالها بركة إلى تثبيت دعم هذا التيار السياسي قبيل سنة انتخابية حاسمة. كما تحمل السمارة دلالات جيوسياسية، إذ سبق أن تعرضت المدينة لهجوم إرهابي من قبل البوليساريو، مما قد يجعل المنصة الحزبية وسيلة لتمرير رسائل واضحة حول الوحدة الترابية من طرف ممثلي الشعب المنتخبين في الأقاليم الجنوبية.
في مراكش، ينظم التجمع الوطني للأحرار لقاءً جهويًا كبيرًا بحضور القيادة السياسية للحزب، في معقل تاريخي له. ويعتبر هذا التجمع فرصة لإرسال رسائل سياسية واضحة إلى منافسيه، خاصة حزب الأصالة والمعاصرة والاستقلال، واستقطاب منتخبين وفعاليات سياسية منهم. كما سيشكل اللقاء ردًا على الانتقادات الموجهة للقطاع الصحي، وحملات سياسية ضد الوزير الجديد أمين التهراوي، أحد المقربين من رئيس الحزب. ومن المتوقع أن يستخدم الأحرار لغة الأرقام للمقارنة بين حصيلة الحكومة الحالية وحصيلة حكومات سابقة.
أما حزب العدالة والتنمية، فسيحتضن الملتقى الوطني التاسع عشر لشبيبته، مع التركيز على الكلمة المرتقبة من عبد الإله بنكيران، الذي من المتوقع أن يناقش موضوعات سياسية حساسة، تشمل قضية فلسطين، التطبيع، وأداء الحكومة الأخيرة، والحملات الإعلامية ضد الملكية وأجهزة الدولة.
اللافت في هذا الأسبوع السياسي هو غياب حزب الأصالة والمعاصرة، الذي لم يبدأ بعد تحركاته الجماهيرية، رغم أن معقله في مراكش يجعل المدينة ساحة صراع انتخابية محتملة مع الأحرار والاستقلال.
يشير بعض المراقبين إلى أن هذه النشاطات تشكل حملة انتخابية مبكرة غير معلنة رسميًا، حيث بدأت الأحزاب الكبرى في اختبار قوتها الجماهيرية وتأثيرها في الرأي العام، مع تنفيذ برامج زيارة جهوية محددة مسبقًا.