في الأول من نونبر 2025، ستتحول قاعة Flagey الشهيرة في بروكسيل إلى منصة كبرى للاحتفاء بالموسيقى المغربية، وذلك بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس شركة الإنتاج والتنظيم الفني فاسيفون، والذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء. حدث فني استثنائي يحمل عنوان “Fassiphonates”، يؤكد مرة أخرى على الدور الثقافي للجالية المغربية في أوروبا وعلى دينامية فاسيفون كفاعل رئيسي في تصدير الإبداع المغربي.
لوحة فنية غنية بالنجوم
الحفل سيعرف مشاركة أسماء بارزة من الساحة الغنائية المغربية مثل سعيدة شرف، خالد بناني، سعيد الصنهاجي، رشيد قاسمي، عصام حجي، ريما إسحاق، وطلال باشا، في أمسية موسيقية وُصفت بأنها “100% عائلية”. هذا التنوع في الأسماء والأنماط الفنية، من الشعبي إلى العصري، يعكس ثراء المشهد الموسيقي المغربي وقدرته على مخاطبة أجيال متعددة داخل وخارج الوطن.
فاسيفون… ثلاثة عقود من الحضور الفني
منذ تأسيسها قبل ثلاثين عاماً، تمكنت فاسيفون من ترسيخ مكانتها كعلامة مرجعية في مجال تنظيم الحفلات للجالية المغربية، سواء ببلجيكا أو بأوروبا عموماً. هذا المسار الطويل جعلها أكثر من مجرد منظم حفلات، بل مؤسسة ثقافية تحمل مشروعاً واضحاً، ربط أبناء الجالية بجذورهم عبر الفن، وإبراز الصورة الحديثة للمغرب كبلد متنوع ثقافياً.
احتفاء مزدوج: الثقافة والوطن
الحدث لا يقتصر على الجانب الفني، بل يكتسي بعداً رمزياً قوياً من خلال تزامنه مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تلك المحطة الوطنية التي ما زالت تشكل مرجعاً في الذاكرة الجماعية للمغاربة. هكذا، يصبح الحفل مناسبة للاحتفال بالموسيقى والهوية الوطنية في آن واحد، ولتعزيز الروابط بين الجالية وبلدها الأم.
بروكسيل، منصة للتنوع
اختيار قاعة Flagey الشهيرة، التي تحتضن عادة عروضاً دولية مرموقة، يعكس مكانة هذا الحدث وحرص المنظمين على تقديم صورة فنية راقية. كما أن بروكسيل، بحكم موقعها كعاصمة أوروبية متعددة الثقافات، توفر فضاءً مثالياً لإبراز الغنى المغربي أمام جمهور متنوع، من أبناء الجالية إلى المهتمين بالثقافات العالمية.
“Fassiphonates” ليس مجرد حفل موسيقي، بل إعلان عن استمرار حضور المغرب الثقافي في قلب أوروبا، وتجسيد لقدرة الفن على أن يكون جسراً بين الأجيال والبلدان. إنه موعد يتجاوز متعة الاستماع إلى الأغاني ليصبح احتفاءً بالانتماء، بالذاكرة، وبمستقبل مشترك تصوغه الثقافة.