“أشبال الأطلس” يصنعون التاريخ: المغرب إلى نهائي كأس العالم للشباب للمرة الأولى

عبد السلام العلكي

تواصل كرة القدم المغربية كتابة فصول جديدة من المجد، وهذه المرة بأقدام الشبان، بعدما حجز منتخب المغرب تحت 20 سنة مقعده في نهائي كأس العالم للشباب المقامة في تشيلي، إثر فوزه المثير على فرنسا بركلات الترجيح (5-4) بعد التعادل (1-1) في مباراة نصف النهائي التي احتضنها ملعب “إلياس فيغيرو براندر” بمدينة فالبارايسو.

بهذا الإنجاز غير المسبوق، يصبح المغرب ثاني بلد عربي يصل إلى نهائي البطولة بعد قطر عام 1981، وثاني منتخب أفريقي يبلغ النهائي بعد غانا التي توّجت باللقب سنة 2009. إنجاز يعزز المسار التصاعدي لكرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة، من نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، إلى الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، وصولاً إلى هذا التأهل التاريخي.

الروح لا تموت: حكاية مباراة صنعت مجداً

أمام أكثر من 11 ألف متفرج، بدأ المنتخب المغربي المباراة بحذر تكتيكي، معتمداً على التمريرات القصيرة والضغط المنظم. الدقيقة 32 حملت الفرح للمغاربة، عندما سدد ياسر الزابيري ركلة جزاء ارتدت من القائم لتصطدم بظهر الحارس الفرنسي ليساندرو أولميتا وتسكن الشباك.

فرنسا ردّت في الشوط الثاني عبر لوكا ميشال (59)، لتتعادل الكفة، قبل أن يضطر “أشبال الأطلس” لتبديل الحارس المصاب يانيس بن شاوش بزميله إبراهيم غوميز. ورغم الإرهاق، تمكن الفريق المغربي من الصمود، بل وكاد يخطف الفوز من تسديدة عثمان ماعما التي أبعدها الحارس الفرنسي بصعوبة.

وفي الوقت الإضافي، تلقى الفرنسي رابي نزينغولا البطاقة الحمراء الثانية، ليكمل “الديوك الصغار” المباراة بعشرة لاعبين. وفي ركلات الترجيح، تحوّل الحارس الثالث عبدالحكيم مصباحي إلى بطل قومي، بعدما تصدى للركلة السادسة، مانحاً المغرب بطاقة العبور إلى النهائي.

المدرب وهبي: “نعيش لحظة تاريخية… واللقب هدفنا القادم”

مدرب المنتخب المغربي محمد وهبي عبّر عن فخره بلاعبيه قائلاً:

“كنا نعلم أن المواجهة ستكون صعبة أمام فرنسا، لكننا تحلينا بالتركيز والهدوء. لعبنا بقلب كبير، واليوم نجني ثمار سنوات من العمل داخل مراكز التكوين المغربية.”

وأضاف:

“هذه لحظة تاريخية لكرة القدم المغربية، لكننا لا نريد التوقف هنا. سنستعد جيداً لنهائي الأحد أمام الأرجنتين، بعقلية الفوز نفسها التي أوصلتنا إلى هنا.”

أشبال الأطلس… امتداد لجيل المجد

ما يعيشه المغرب في السنوات الأخيرة ليس صدفة. فالاتحاد المغربي لكرة القدم استثمر بشكل استراتيجي في تكوين اللاعبين، وبناء البنية التحتية، ومراكز التدريب الحديثة مثل “مركب محمد السادس” في سلا، الذي أصبح من بين الأفضل في العالم.

المنتخب الحالي هو ثمرة رؤية متكاملة يقودها فوزي لقجع، تجمع بين الانضباط الأوروبي والروح الأفريقية، وبين الطموح الوطني والهوية المغربية الأصيلة.

من قطر إلى فالبارايسو: مسار كرة مغربية تصعد بثبات

من نصف نهائي كأس العالم 2022 إلى أولمبياد باريس 2024، ها هو المغرب يواصل صناعة التاريخ في تشيلي. واللا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com