أحمد الزفزافي… من أبٍ للمعتقل إلى رمزٍ للثبات

Screenshot

كان اسم أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، محور هذا اللقاء. فقد أصبح الرجل قبل رحيله بمثابة صوتٍ أبوي  لعائلات المعتقلين، وواجهة إنسانيةً لحراك الحسيمة.

ورأى العديد من المشاركين أن تخليد ذكراه في أوروبا ليس فقط وفاء لشخصه، بل أيضاً استعادة لروح الحراك الأصلية التي طالبت بالكرامة والعدالة دون انزلاقات سياسية أو ايديولوجية.

من الحسيمة إلى بروكسيل: الشتات كامتداد للاحتجاج

في السنوات الأخيرة، صارت بروكسيل وأمستردام ومدن أوروبية أخرى محطاتٍ متكررة لتجمعات أبناء الريف.

تلك المسيرات، وإن بدت محدودة التأثير من الناحية السياسية، فإنها تُحافظ على استمرارية الذاكرة الريفية في الفضاء العام الأوروبي، وتذكّر بأن قضية الحراك لم تُغلق في وجدان الجالية المغربية، رغم مرور قرابة عقد على بدايتها في شتاء 2016.

Screenshot

بعض المشاركين رأوا في المسيرة فرصة لتذكير العالم بأن “ملف الريف ليس شأناً محلياً بل قضية كرامة إنسانية”، فيما ركّز آخرون على البعد الحقوقي الدولي، معتبرين أن الاحتجاجات في أوروبا تمنح صوتاً لمن لا صوت لهم في الداخل.

الرمزية قبل السياسة

اللافت في هذه المسيرة كان غياب الطابع الحزبي أو الأيديولوجي.

فقد اكتفى المنظمون برفع شعارات الوحدة والوفاء، دون توجيه اتهامات مباشرة أو خطابات عدائية، في محاولة واضحة لـ”تحييد الرمزية عن التجاذبات السياسية” – كما وصف أحد الفاعلين الجمعويين المشاركين.

الرسالة كانت إنسانية بالأساس: الذاكرة لا تموت، والحرية حقّ لا يسقط بالتقادم.

من بروكسيل إلى الحسيمة… ذاكرة لا تنطفئ

رغم الأمطار الخفيفة التي رافقت التظاهرة، ظل المتظاهرون متشبثين بإنهاء المسيرة بهتاف جماعي: “الحرية للمعتقلين… والوفاء للشهداء!”

في تلك اللحظة، امتزجت الحناجر بالدموع، وتحوّلت الساحة إلى مسرح رمزي للوفاء والاحتجاج في آنٍ واحد. هكذا مرّت مسيرة بروكسيل بهدوء وانضباط، لكنها تركت وراءها سؤالاً عالقاً في الذاكرة السياسية المغربية:

هل يمكن للذاكرة الريفية أن تبقى حية في المنافي بينما تخبو في الوطن؟

ربما كانت بروكسيل هذا الأسبوع محاولة جديدة للإجابة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com