القنصلية العامة للمملكة المغربية ببروكسيل تحتفي بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء في أجواء من الفخر والاعتزاز الوطني
بوشعيب البازي
شهدت القنصلية العامة للمملكة المغربية في بروكسيل، مساء الجمعة، احتفالاً مميزاً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، في أجواء غلب عليها الشعور بالفخر الوطني والوفاء لملحمة وحدت المغاربة حول ثوابتهم الراسخة. وجرت هذه الفعالية داخل مقر القنصلية ببروكسيل، بحضور عدد كبير من أفراد الجالية المغربية ومسؤولين بلجيكيين.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد القنصل العام للمملكة ببروكسيل، السيد حسن التوري، أن المسيرة الخضراء ليست مجرد حدث وطني في تاريخ المغرب الحديث، بل أصبحت نموذجاً إنسانياً عالمياً في التعبئة السلمية واسترجاع الحقوق المشروعة. وأضاف أن هذا الحدث التاريخي، بصبغته الاستثنائية، رسّخ مكانته في الذاكرة الجماعية كأحد أبرز النماذج في تجسيد الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي خلف القيادة الشرعية.
استحضر القنصل العام حسن التوري الدلالات العميقة للمسيرة الخضراء باعتبارها تجسيداً لحنكة الراحل جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، مشيراً في الوقت ذاته إلى المكاسب الدبلوماسية المتواصلة التي حققها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأبرز أن هذه التحولات البارزة تفتح آفاقاً واقعية لإيجاد حل نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، في إطار مقترح الحكم الذاتي باعتباره الحل الجاد وذي المصداقية.
وتميّزت فعاليات الاحتفال بعرض فيلم وثائقي من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، يسلّط الضوء على الدينامية التنموية المتسارعة التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة خلال العقود الأخيرة، سواء في البنيات التحتية أو في المشاريع الاقتصادية والاجتماعية الكبرى.
كما تم خلال المناسبة تكريم مشاركين اثنين في المسيرة الخضراء، في لحظة مؤثرة عبّر فيها الحضور عن تقديرهم العميق لهؤلاء الذين جسّدوا بروحهم الوطنية وتضحياتهم السامية ملحمة الفداء من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة. وقد تسلّم المكرَّمان شهادات اعتراف وتقدير احتفاءً بأدوارهما التاريخية.
وفي سياق الاحتفاء بروح الوطنية لدى الأجيال الصاعدة، قدمت طفلة مغربية تبلغ من العمر 13 سنة قصيدة بعنوان “رسائلي تتكلم”، أثارت حماس الحضور ونالت تفاعلاً واسعاً لما حملته من مشاعر صادقة تجاه الوطن ورموز السيادة الوطنية.
كما شملت الفعالية تنظيم معرض للوحات تشكيلية تتمحور حول موضوع الصحراء المغربية، إلى جانب معرض للطوابع والعملات يوثق لمسار خمسين عاماً من تاريخ المسيرة الخضراء منذ انطلاقتها سنة 1975. واختُتم الحفل بأداء جماعي للأناشيد الوطنية التي عمّت القاعة وعبّرت عن روح التلاحم والانتماء.
بهذا الاحتفاء، جدّد أبناء الجالية المغربية ببروكسيل ارتباطهم العميق بوطنهم الأم، مؤكدين أن المسيرة الخضراء ليست مجرد ذكرى سنوية، بل رمز دائم للوفاء للوحدة الترابية ولإرادة أمة أخذت على عاتقها مواصلة البناء تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس.