باشا المعمورة بن شريج يُسقط آخر قلاع الشيشة بالقنيطرة

بوشعيب البازي

Screenshot

حملات منسّقة تُنهي شبكات وتغلق المراكز في سابقة محلية

في سابقة تعكس حزم السلطة المحلية وصرامة المقاربة الجديدة لتطبيق القانون، تمكن باشا دائرة المعمورة، بن شريج، من الإشراف على إنهاء وجود آخر مقاهي الشيشة بمدينة القنيطرة، بعد حملات متواصلة استمرت لأسابيع وجندت مختلف الأجهزة الأمنية والسلطات الترابية. هذه العمليات، التي وُصفت بالأوسع من نوعها، أفضت إلى حجز كميات مهمة من مواد النرجيلة، وضبط تجهيزات متطورة كانت تستعمل في نشاط غير قانوني ظل ينتشر لسنوات في أحياء متعددة من المدينة.

تفكيك شبكات وحجز مواد مجهولة المصدر

وفق المعطيات التي حصلت عليها “مغربية بريس”، فقد كشفت الحملات المتتالية عن محلات تشتغل خارج المساطر التنظيمية وتقدم مواد ذات مصدر مجهول، ما دفع السلطات إلى تشميع مقاهٍ ثبت تورطها في مخالفات خطيرة، إضافة إلى توقيف عدد من مسيّري هذه الفضاءات، وإحالة ملفاتهم على القضاء.

ويواجه هؤلاء غرامات ثقيلة لفائدة إدارة الجمارك، بعد ضبط محجوزات تستعمل عادة لاستقطاب الزبائن، بينها رؤوس نرجيلة مستوردة بطرق مشبوهة، وفحم سريع الاشتعال، وتجهيزات إلكترونية خاصة بالتهوية والإنارة.

مصادر مطلعة تؤكد أن بعض أصحاب هذه المحلات اختفوا عن الأنظار تفادياً للمحاسبة، خصوصاً عقب تشديد الخناق على أنشطة تدر أرباحاً كبيرة وتستقطب فئات واسعة من الشباب.

القنيطرة… مدينة بلا شيشة

النتيجة المباشرة لهذه الحملات كانت اختفاء الشيشة بالكامل من المشهد الحضري للقنيطرة، وهو ما اعتبره متتبعون “تحولاً نوعياً في ضبط المجال العام”، خاصة أن هذه الفضاءات كانت تشهد إقبالاً كبيراً وتثير شكايات متكررة للسكان بسبب الضجيج، والأنشطة الموازية، وإغراء القاصرين.

ويرى فاعلون جمعويون أن الإجراء سيُسهم في الحد من مظاهر الإدمان وسلوكيات مقلقة ارتبطت خلال السنوات الماضية بانتشار هذه المقاهي، معتبرين أن “سحب آخر رمق للشيشة” يمثل خطوة إيجابية نحو استعادة الطمأنينة في عدد من الأحياء.

مقاربة مستمرة لا ظرفية

مصادر من داخل السلطات الترابية أشارت لـ“مغربية بريس” إلى أن هذه الحملات ليست ظرفية ولا مرتبطة بحملة تنظيف مؤقتة، بل تأتي ضمن رؤية شاملة تستهدف وقف كل الأنشطة غير القانونية داخل نفوذ عمالة القنيطرة.

كما شددت المصادر نفسها على أن أي محاولة لإعادة فتح مقاهي الشيشة مستقبلاً ستواجه بالحزم نفسه، ما يجعل الرسالة واضحة: “زمن التساهل انتهى”.

تنسيق محكم… وإنجاز إداري بنكهة ميدانية

لم يكن القضاء على هذه المحلات مهمة سهلة، خاصة أمام انتشارها في نقاط متعددة واعتماد بعضها أساليب مراوغة للتهرب من المراقبة، من قبيل تغيير الواجهة التجارية أو فتح المحلات ليلاً بعيداً عن الحركة.

لكن التنسيق المستمر بين رجال السلطة بالدائرة الحضرية المعمورة، بمختلف رتبهم، إضافة إلى المصالح الجماعية ومكونات الأمن الوطني، كان عاملاً حاسماً في النجاح النهائي لهذه العملية، حيث عملت الفرق الميدانية ليل نهار على رصد تحركات المخالفين وإغلاق المنافذ التي كانوا يعيدون من خلالها إحياء نشاطهم بشكل سري.

باشا المعمورة… صرامة تُرسّخ النموذج

بهذا الإنجاز، يواصل بن شريج تقديم نموذج إداري قائم على الحزم والتتبع الدقيق، ما جعله يحظى بترحيب واسع من الساكنة التي اعتبرت هذه الخطوة “استعادة للانضباط وقطعاً للطريق أمام الفوضى”، ورسالة واضحة بأن القانون فوق الجميع.

القنيطرة اليوم مدينة بلا مقاهي شيشة. سابقة قد تدفع مدناً أخرى إلى استلهام النموذج، في معركة طويلة لتقليص الفضاءات غير القانونية التي لطالما شكلت صداعاً يومياً للسكان والسلطات على حد سواء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com