من ابن جرير إلى عاصمة الغرب… كيف يرسّخ القائد فيصل مطيشي مفهوم السلطة المواطِنة؟

القنيطرة – عبد السلام العلكي / أخبارنا الجالية

Screenshot

في الوقت الذي ما تزال فيه وزارة الداخلية تعمل على تجديد مفهوم السلطة وطمأنة علاقتها بالمواطن، تبرز بين الحين والآخر نماذج ميدانية تُجسّد هذا التحول على أرض الواقع. من بين هذه الأسماء التي باتت تشكل علامة فارقة في الإدارة الترابية، يبرز القائد فيصل مطيشي، الذي اختار أن يرتقي بصفته الإدارية إلى درجة “قائد برتبة مواطن”، حيث يحضر بنفسه، ويتجاوب مباشرة، ويمارس سلطته بإيقاع يضع الإنسان في قلب المعادلة.

فبعد التجربة اللافتة التي راكمها في ابن جرير، والتي ما زالت حاضرة في ذاكرة ساكنتها كنموذج للقائد القريب من الناس، انتقل مطيشي إلى مدينة القنيطرة ليتولى قيادة الملحقة الإدارية الحادية عشرة، حاملاً معه الوصفة ذاتها: الميدان أولاً، والإنصات أساس الثقة، والعمل اليومي المتواصل قبل أي شيء آخر.

لغة الميدان بدل لغة المكاتب

منذ أول أيامه في منصبه الجديد، بدا واضحاً أن القائد مطيشي ليس من طينة المسؤولين الذين يفضلون إدارة الشأن المحلي من خلف المكاتب. فقد اعتمد، كما تؤكد شهادات متطابقة استقتها أخبارنا الجالية، مقاربة ميدانية تضعه في تماس مباشر مع قضايا الساكنة: جولات يومية، تفاعل فوري مع الشكايات، وحضور لافت في البؤر التي تتطلب تدخلاً سريعاً.

هذا الحضور المباشر خلق ما يشبه “جرعة أوكسجين” داخل نفوذ الملحقة، حيث أحس المرتفقون أنّ الإدارة ليست مجرد بناية، بل نقطة تواصل حي مع رجل سلطة متابع، مهتم، ومتواضع. وقد أثمرت هذه السياسة انطباعاً عاماً مفاده أنّ الثقة باتت أسهل، وأن صوت المواطن يجد طريقه نحو من يسمعه فعلاً.

شركاء لا أعوان… مقاربة جديدة للمقدمين والشيوخ

نجاح هذه الدينامية لم يتوقف عند المواطنين، بل امتد إلى الحلقة الأكثر حساسية في الإدارة الترابية: المقدمون والشيوخ. فبحسب مصادر مطلعة، أسس القائد مطيشي في زمن وجيز لتعاقد مهني جديد مع أعوان السلطة، يقوم على الاحترام والثقة والتواصل المستمر، بعيداً عن النظرة التقليدية التي تختزل دورهم في تنفيذ التعليمات.

بهذه المقاربة، تحولت هذه الفئة من “منفذين” إلى “فاعلين”، ومن أدوات ضبط إلى شركاء في التدبير المحلي، وهو ما انعكس، وفق مصادر محلية، على مردودية الملحقة الإدارية وأداء أعوان السلطة الذين شعروا بأن دورهم مُقدَّر ومُحترم.

“رجل السلطة المواطن”… نموذج يتكرر أينما حل

المتابعون للشأن المحلي بالقنيطرة يؤكدون أن تجربة القائد مطيشي ليست وليدة انتقال وظيفي أو سياق جديد، بل امتداد طبيعي لنهج مهني أثبت نجاعته في ابن جرير، ويتكرر الآن بالحس نفسه في القنيطرة. فهو يجمع بين هيبة الدولة والصرامة القانونية، وبين الإنسانية وقوة الإنصات، في نموذج بدأ يفرض نفسه داخل الإدارة الترابية المغربية كخط عملي يضفي على منصب “القائد” بعداً جديداً.

إنه درس واضح في أن رجل السلطة يمكنه أن يظل صلباً وحازماً، دون أن يفقد حسّه الإنساني أو حضوره بين الناس. وأن احترام المواطنين لا يُكتسب بالمسافة، بل بالقرب. وأن تغيير المدينة لا يغيّر القيم، لأن المعادن الأصيلة لا تتبدل بتبدل المواقع.

فيصل مطيشي، مرة أخرى، يقدم دليلاً عملياً على أن “المعقول” ليس مجرد قيمة أخلاقية، بل منهج عمل قادر على كسب ثقة الناس… سواء في الرحامنة أو في الغرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com