في ليلة كروية مشحونة بالإثارة والندية، تمكن المنتخب الوطني الرديف لكرة القدم من إحراز لقب كأس العرب للمرة الثانية في تاريخه، بعد فوزه المثير على نظيره الأردني بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل اثنين في مباراة نهائية ستظل عالقة في ذاكرة الجماهير.
بداية قوية وسيطرة مغربية
دخل “أسود الأطلس” اللقاء بعزيمة واضحة، حيث افتتح أسامة طنان التسجيل في الدقيقة الرابعة بطريقة رائعة، مانحاً فريقه أفضلية مبكرة. ورغم خروج كريم البركاوي في الدقيقة 17 بسبب الإصابة، واصل زملاء ربيع حريمات الضغط على مرمى “النشامى”، لكن التسرع وعدم التركيز حالا دون مضاعفة النتيجة في الشوط الأول.
رد فعل أردني وحسم عبر “الفار”
مع بداية الشوط الثاني، أظهر المنتخب الأردني شخصية قوية، فسجل علي علوان هدف التعادل في الدقيقة 47، قبل أن يعود في الدقيقة 63 ليضيف الهدف الثاني من ركلة جزاء بعد تدخل تقنية الفيديو. هذا التحول أربك حسابات المدرب طارق السكتيوي، الذي لجأ إلى تغييرات هجومية بإقحام عبد الرزاق حمد الله وصابر بوغرين ومنير شويعر.
حمد الله يصنع الفارق
التغييرات أعطت ثمارها في اللحظات الحاسمة، حيث تمكن حمد الله من تعديل الكفة في الدقيقة 88، ليعيد الأمل للمنتخب الوطني. ومع بداية الأشواط الإضافية، ألغى الحكم هدفاً أردنياً بعد العودة إلى “الفار”، قبل أن يعود حمد الله ليوقع هدفه الثاني والثالث للمنتخب، مانحاً “الأسود” التفوق النهائي.
تتويج يعكس عمق الكرة المغربية
بهذا الفوز، أعاد المنتخب الوطني الرديف كتابة التاريخ، مضيفاً لقباً ثانياً بعد تتويج سنة 2012. ويعكس هذا الإنجاز عمق قاعدة المواهب في الكرة المغربية، وقدرة المنتخب الرديف على المنافسة في المحافل القارية والعربية، تحت قيادة فنية محنكة من المدرب طارق السكتيوي.
هذا التتويج لا يمثل مجرد فوز في بطولة إقليمية، بل هو رسالة بأن كرة القدم المغربية تملك عمقاً استراتيجياً يتيح لها الاستمرار في صناعة الإنجازات، سواء عبر المنتخب الأول أو الرديف.