الرباط – وليد الركراكي: “المنتخب فوق الجميع” ورهان العقلية الجماعية على طريق كأس أمم أفريقيا
بوشعيب البازي
اختار مدرب المنتخب المغربي، وليد الركراكي، تلخيص فلسفته الحالية في إدارة مرحلة كأس أمم أفريقيا بعبارة واضحة: “المنتخب فوق الجميع”. هذه الرؤية، التي أكد عليها في مؤتمر صحفي قبل مواجهة زامبيا، تعكس اعتماد الركراكي على العقلية الجماعية بدلاً من التعلق بأسماء بعينها، وتضع مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار.
ووسط تحقيق المنتخب المغربي لأربع نقاط حتى الآن، يسعى الركراكي لتصدر المجموعة الأولى من خلال الفوز على زامبيا، مع ضمان البقاء في العاصمة الرباط لمواصلة الاستعداد للأدوار المقبلة.
إبراهيم دياز.. قيمة تتجاوز التسجيل
أبدى الركراكي رضاه عن مستوى لاعب خط الوسط، إبراهيم دياز، بعد موجة الانتقادات التي طالت الأخير عقب المباريات السابقة. وأكد أن قيمته الحقيقية لا تقتصر على القدرة على التسجيل، بل تشمل الأداء الذهني والدقة في التدخلات الأخيرة من الملعب، مشدداً على أهميته في خدمة المجموعة بشكل عام.
وفيما يتعلق بقيادة المنتخب، عاد الركراكي لتأكيد ثقته في مشروعه الفني، معتبراً نفسه الرجل الأنسب لقيادة أسود الأطلس نحو اللقب القاري، لكنه لم يخف إدراكه لصعوبة المهمة، قائلاً: “الطريق لن يكون مفروشاً بالورود وسنعاني كثيراً”.
تنوع الخيارات وتكتيك مفتوح
وأشار الركراكي إلى جهوده في تنويع خياراته التكتيكية، من خلال إشراك لاعبين في مراكز غير معتادة، مثل إسماعيل الصيباري الذي لعب في مركز جديد وأظهر قدرة بدنية كبيرة خلال مواجهة مالي. وأوضح أن المنافسة داخل الفريق مفتوحة، وأن استخدام خيار المهاجمين الاثنين هو جزء من المرونة التكتيكية التي يسعى لتطويرها.
وعن جانب الفعالية الهجومية، اعترف المدرب بوجود هامش لتحسين عدد التسديدات على المرمى، مؤكداً أن عمله مستمر لتحسين الأداء الهجومي دون فرض قيود على اللاعبين.
أشرف حكيمي.. قائد وأيقونة أخلاقية
ولم يغفل الركراكي الإشادة بعودة أشرف حكيمي، الذي وصفه بـ”قائد المجموعة وأحد أفضل اللاعبين في إفريقيا والعالم”، مشيراً إلى أن حضوره يمنح المنتخب قوة إضافية للأدوار المقبلة. كما أبرز الركراكي القيمة الأخلاقية لنجم باريس سان جيرمان، مؤكداً أنه يمثل نموذجاً للانضباط والعمل الجماعي، ويعكس العقلية السائدة داخل المنتخب، والتي تقوم على العمل كعائلة واحدة وترك إرث للأجيال القادمة.
تعاطي مع الانتقادات وضغط الجمهور
حول الانتقادات التي تلت التعادل مع مالي، أشار الركراكي إلى وعيه بطبيعة المزاج العام، مؤكداً أن معظم المغاربة، بنسبة تصل إلى 95%، يساندون اللاعبين، وأن أي نقد يعكس ارتفاع سقف التطلعات. وأضاف أن “الضجيج المثار خارج الملعب لا يؤثر على عمل المجموعة، والتركيز ينصب فقط على الواقع داخل الملعب”.
واختتم الركراكي المؤتمر بالتأكيد على استخدام الأظهرة والرواقين بشكل متزايد، ما يسهّل عليه العمل مقارنة ببداية مشواره مع المنتخب، موجهاً شكره لنادي باريس سان جيرمان على تعاونه في إعادة أشرف حكيمي إلى صفوف أسود الأطلس.
يبدو واضحاً أن الركراكي يسعى إلى بناء فريق يعتمد على المرونة التكتيكية والعقلية الجماعية، مع الحفاظ على قيم الانضباط والعمل الجماعي، ما يجعل المنتخب المغربي مرشحاً بقوة للتألق في البطولة، شرط التوازن بين الطموحات الجماعية والتحديات الفردية.