المغرب يسعى لتأكيد الصدارة ومصالحة جماهيره أمام زامبيا في الجولة الأخيرة لأمم إفريقيا
بوشعيب البازي
الرباط – تتجه أنظار جماهير كرة القدم الإفريقية نحو ملعب المغرب، حيث يلتقي منتخب المغرب مع نظيره الزامبي، يوم الاثنين، في الجولة الثالثة والأخيرة من مرحلة المجموعات لمسابقة كأس الأمم الإفريقية 2025، في مباراة حاسمة لترتيب المجموعة الأولى وضمان بطاقة التأهل لدور الـ16.
صراع القمة والعودة للمستوى المنتظر
يتصدر المغرب المجموعة برصيد 4 نقاط، بفارق نقطتين عن مالي وزامبيا، فيما يقبع منتخب جزر القمر في المركز الأخير بنقطة واحدة. يسعى “أسود الأطلس” إلى العودة لطريق الانتصارات بعد التعادل المخيب 1-1 مع مالي في الجولة الماضية، حيث ظهر الفريق بمستوى أقل من المعهود، مهددًا بالخسارة في الدقائق الأخيرة، ما أثار قلق جماهيره. في المقابل، فاز المغرب في الجولة الافتتاحية على جزر القمر 2-0، وهو ما يثبت قدرة الفريق على فرض أسلوبه، رغم الحاجة إلى تحسين الانسجام بين لاعبيه الأساسيين والاحتياطيين.
تحليل تكتيكي: المغرب وزامبيا
من الناحية التكتيكية، يعتمد المغرب على خط وسط ديناميكي بقيادة لاعبيه المحوريين، مع تحركات سريعة للأطراف وحركات متقنة لاستغلال المساحات خلف دفاع زامبيا. ويحتاج الفريق إلى استغلال الفاعلية الهجومية لرياض محرز وزملائه، مع التركيز على ضبط الارتكاز الدفاعي لتجنب مفاجآت الهجمات المرتدة التي تشتهر بها زامبيا.
أما منتخب زامبيا، المعروف باسم “الرصاصات النحاسية”، فقد بدا متأثرًا في المباراتين السابقتين، حيث اكتفى بالتعادل 1-1 مع مالي ثم 0-0 مع جزر القمر. ويعتمد الفريق الزامبي على الكثافة الدفاعية وتحولات هجومية سريعة عبر الأطراف، ويأمل في استغلال أي هفوة من المغرب لتحقيق الفوز الأول وضمان التأهل المباشر لدور الـ16.
الأرقام والإحصائيات التاريخية
يُعد لقاء الغد رقم 23 بين المغرب وزامبيا على الصعيدين الرسمي والودي، حيث يمتلك المغرب الأفضلية بـ14 فوزًا مقابل 6 انتصارات لزامبيا، بينما فرض التعادل نفسه مرتين فقط. أما في أمم إفريقيا، فقد التقى المنتخبان ثلاث مرات سابقًا في مرحلة المجموعات، وفاز المغرب في جميع المباريات (1-0 في 1986، 3-0 في 1998، و1-0 في النسخة الأخيرة بكوت ديفوار).
على الجانب الآخر، يعود آخر فوز رسمي لزامبيا على المغرب إلى عام 1993 في تصفيات مونديال الولايات المتحدة 1994 بنتيجة 2-1، في حين أن آخر انتصار ودي لزامبيا على المغرب كان عام 2019 بنتيجة 3-2. هذه الأرقام تؤكد تفوق المغرب تاريخيًا، لكنها لا تقلل من خطورة زامبيا إذا ظهر في أفضل مستوياته.
مالي وجزر القمر: صراع البقاء
في المقابل، يسعى منتخبا مالي وجزر القمر لحجز بطاقة التأهل لدور الـ16 عبر مواجهة مباشرة، حيث تعادل مالي مرتين (1-1 مع زامبيا و1-1 مع المغرب)، بينما تعادل جزر القمر مرة وخسر أمام المغرب. يقدم مالي أداءً قوياً وقد يخلق المفاجآت، بينما يسعى جزر القمر لتحقيق أول فوز له في البطولة، ما يجعل صراع المجموعة الأخيرة مفتوحًا على كل الاحتمالات.
المستقبل في الهواء
الفائزون سيحسمون أوراقهم مبكرًا، بينما سيكون الموقف معلقًا للفريق الخاسر أو المتعادل، خاصة في ظل إمكانية اعتماد نظام أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث لتأمين مقعد في دور الـ16. هذا الأمر يجعل الجولة الأخيرة حاسمة ليس فقط للصدارة، بل أيضًا لبقية الترتيب، ما يعد جماهير البطولة بمواجهات مشوقة وتكتيكية مليئة بالإثارة حتى اللحظة الأخيرة.
يبقى منتخب المغرب مرشحًا لحجز الصدارة، لكن مهمة الحفاظ على الأداء المستقر وتحقيق الفوز على زامبيا تتطلب الانضباط التكتيكي والاستغلال الأمثل للهجمات المرتدة. أما زامبيا، فهي مطالبة بتحسين الفاعلية الهجومية واستغلال أي فرصة لزعزعة استقرار الدفاع المغربي. وفي النهاية، ستكون الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات اختبارًا حقيقيًا لقدرة المنتخبات على التأقلم مع الضغط النفسي والمنافسة القوية في بطولة تقام على ملاعب المغرب.