من المنبر إلى الكنيست: إمام هولندي يحجز تذكرة بلا عودة!

يوسف الفرج

في مشهد قد يليق بفيلم درامي من إنتاج منصة “نتفليكس الشرق الأوسط”، قررت إدارة مسجد “بلال” في مدينة ألكمار الهولندية إيقاف الإمام يوسف مصيبيح عن أداء مهامه، بعدما قرر – من تلقاء خطبته – السفر إلى إسرائيل ولقاء الرئيس إسحاق هرتسوغ، ضمن وفد قيل إنه “إسلامي”… وأوروبي أكثر من اللازم.

 الفتوى… بطابع دبلوماسي

يبدو أن الإمام مصيبيح أراد أن “يوسّع المدارك”، فاختار أن يتجاوز الموعظة الحسنة، ويصعد على منبر العلاقات الدولية. اللقاء مع رئيس الدولة العبرية – حسب مقربين – لم يتخلله دعاء القنوت، ولا حتى تلاوة سورة الإخلاص، بل اقتصر على تبادل الابتسامات ورسائل “التسامح بين الأديان”، وكأننا نعيش في عالم لا تُحتل فيه أراضٍ، ولا تُقصف فيه غزة كل يوم جمعة.

المشكلة لم تكن في السفر بحد ذاته، فالسياحة حق مشروع… لكن أن يسافر الإمام باسم الإسلام، ويتحدث بلسان المسلمين، دون علم المسلمين أنفسهم؟ هنا بدأت صلاة الجمعة تتحول إلى أزمة دبلوماسية مصغرة.

المسجد يُعلّق: “نحن أبرياء من هذه الرحلة كما بُرّئ الذئب من دم يوسف”

مجلس إدارة مسجد “بلال” أصدر بيانًا نارياً (لكنه مكتوب بخطّ تقليدي جداً)، جاء فيه أن المجلس “لم يكن على علم بالزيارة ولا بخط سير الإمام، ولم تُصدر له تأشيرة روحية ولا إذن خُلُقي”. كما أوضح البيان أن المجلس “صُدم” مما حدث، ويُذكّر الجميع أن الإمام ليس ناطقًا باسم المسجد، ولا باسم 1.6 مليار مسلم.

وأضاف المجلس، مشكورًا، أن الإمام مصيبيح ممنوع من أداء أي نشاط ديني داخل المسجد، بما في ذلك فتح مكبرات الصوت أو حتى ترتيب المصاحف.

 صورة مع هرتسوغ: من التعايش إلى التقاعد

الصورة التي جمعت الإمام بالرئيس الإسرائيلي انتشرت كالنار في هشيم فيسبوك، متبوعة بتعليقات غاضبة وساخرة في آنٍ معًا. البعض تساءل إن كان الإمام يبحث عن وظيفة “خطيب مسجد في تل أبيب”، بينما اكتفى آخرون بآية:

“ومن يتولهم منكم فإنه منهم”.

لكن المدافعين عن الإمام – وعددهم أقل من ركّع صلاة الفجر – قالوا إن “الإمام كان ينشر رسالة سلام”، و”يعمل على بناء الجسور بين الحضارات”… لكن، كما هو معلوم في الفقه السياسي: بعض الجسور تؤدي إلى الطرد المباشر.

الإدارة تحذر: لا تتدخلوا، لدينا محامٍ!

البيان الصادر عن المسجد لم ينسَ التهديد القانوني، إذ حذر كل من تسوّل له نفسه التدخل في “الشأن الداخلي للمسجد”، مؤكدًا أن أي محاولة لذلك ستُقابل بـ”إجراءات قانونية صارمة”. ويبدو أن الإمام لن يكون الوحيد الذي يطرق أبواب القضاء، بل ربما كل من أبدى رأيًا غير منضبط شرعيًا أو إداريًا.

 هل انتهت القصة؟ أم أنها بداية خطبة جديدة؟

المسجد أعلن أن “لا علاقة تربطه بالإمام بعد الآن”، ما يعني أن الإمام قد يُدرج قريبًا ضمن قوائم “الخطباء غير المعتمدين”. ولم يُعرف بعد ما إذا كان الإمام سيبحث عن مسجد آخر، أم سيتحوّل إلى خبير في “حوار الأديان” أو “سياحة روحية عابرة للقارات”.

بين الدعوة للتسامح، والدعوة للفصل من الوظيفة، ضاع صوت الاعتدال في زحمة المشهد. زيارة واحدة، كانت كافية لقلب موازين الخطابة، وإعادة تعريف كلمة “التقوى” وفق السياق الجيوسياسي.

ويبدو أن الإمام مصيبيح سيتذكر طويلاً أن بعض الرحلات، وإن كانت في الدرجة الأولى، تنتهي في موقف سيارات خلف المسجد.

  • #خطبها_وسافر

  • #الإمام_والرئيس

  • #زيارة_بلا_رجعة

  • #منبر_إلى_تل_أبيب

  • #تسامح_على_حساب_المنصب

  • #يوسف_مصيبيح

  • #إمام_في_ألكمار

  • #زيارة_إسرائيل

  • #مسجد_بلال

  • #مجلس_الإدارة

  • #حرية_الخطاب_الديني

  • #التطبيع_الناعم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com