الطابق الرابع: مسرحية القنصلية المغربية بفرانكفورت

بوشعيب البازي

في القنصلية المغربية بفرانكفورت يوجد طابق لا يجرؤ أحد على طرق بابه ، الطابق الرابع. هذا الطابق الذي أحكم القنصل العام خليفة أيت الشايب إغلاقه، تحول إلى مملكة صغيرة يديرها الثنائي المرعب أزهار العدرواي من القسم الإداري والحاجة سميرة من الكتابة الخاصة.

الموظفون يتساءلون عن سبب إغلاق أبواب هذا الطابق ، و خصوصا و أن ما يجري هناك جريمة يعاقب عليها القانون غير المكتوب في القنصلية. خلف الأبواب المغلقة تطبخ أطباق خاصة، ليس من بينها جواز سفر أو عقد ازدياد، بل ملفات أقرب إلى قصص الخيال، كملف ابنة الحاجة سميرة، غيثا، التي شقت طريقها مباشرة نحو سفارة فيينا، وخال أزهار، الفاسي الفهري، الذي يقضي احتياجاته في القنصلية كأنه ملاك منزل لا تُسأل عن هويته أو وظيفته، أما ملف جميلة المختاري، زوجة عبد اللطيف، فقد عُينت كـ “فكاطير” لشهرين دون أن تضع قدميها في القنصلية، في إنجاز إداري يستحق التسجيل في موسوعة غينيس للوظائف الوهمية.

الموظفون داخل القنصلية يلتزمون الصمت، يصفون الطابق الرابع بمثلث برمودا القنصلي حيث الملفات التي تصعد لا تعود أبداً، وكل ذلك تحت سطوة الثنائي الذي جعل من الصمت قانوناً ومن الخوف قاعدة.

غير أن ما يطبخ في هذا الطابق لم يعد شأناً داخلياً، بل فضيحة تهدد صورة الدبلوماسية المغربية برمتها، فالمكان الذي يفترض أن يكون بيتاً للجالية تحول إلى مختبر للزبونية والمحسوبية وتوزيع المناصب العائلية على المقاس.

التحذير اليوم موجّه إلى السفيرة زهور العلوي وإلى المسؤولين في الرباط: إن لم تُتخذ إجراءات عاجلة، فإن فضائح السفارة المغربية بألمانيا و فضائح الطابق الرابع ستتسرب لا محالة إلى العلن، ولن يبقى الأمر مجرد همس في ممرات القنصلية بل صدىً يلطخ سمعة المؤسسة كلها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com