بروكسل تحتفي بنساء التغيير: تكريم ثماني قياديات في “جائزة القيادة النسائية الدولية 2025”

بوشعيب البازي

Screenshot

في قلب العاصمة الأوروبية بروكسل، اهتزت القاعة الكبرى مساء 3 نوفمبر 2025 على إيقاع احتفاء خاص بالقيادة النسائية. ثماني نساء من مختلف قارات العالم، تميزن بشجاعتهن وإصرارهن وقدرتهن على إحداث التغيير، حظين بتكريم رفيع خلال النسخة السابعة من “جائزة القيادة النسائية الدولية في أوروبا”، التي ينظمها المنتدى الدولي للقيادة النسائية. هذا الموعد السنوي أصبح تقليداً عالمياً لتكريم النساء اللواتي يجسدن القيم الإنسانية والقيادة الشاملة القائمة على المساواة والأمل.

في أجواء ودّية وملهمة، جمعت المناسبة دبلوماسيين ومسؤولين أوروبيين وبرلمانيين وشخصيات من المجتمع المدني، اجتمعوا لتكريم نساء اخترن رسم مسارهن الخاص، بعيداً عن القوالب التقليدية، ومنحن أصواتهن لمن لم يُتح لهن بعد التعبير عن ذواتهن.

Screenshot

احتفاء بالأمل والقدوة

استُهل الحفل بكلمة مؤثرة للمؤسس والرئيس رضوان البشيري، الذي أكد أن هذه الجائزة “تكرّم النساء اللواتي استطعن تحويل التزامهن الفردي إلى قوة جماعية، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو العمل المدني.”

وأضاف البشيري قائلاً:

“في عالم مثقل بالحروب والأزمات المناخية والانقسامات الاجتماعية، لم يعد من الممكن الحديث عن تنمية مستدامة دون تعزيز قيادة نسائية قوية، شاملة ومتنوعة.”

وشدد على ضرورة مواجهة الصور النمطية وإزالة الحواجز التي لا تزال تحد من مشاركة النساء في الشأن العام، قائلاً:

“النساء غالباً ما يكنّ أولى ضحايا الأزمات، لكنهن أيضاً أول من يبتكر الحلول. ومن واجبنا أن نتيح لهن فرص العمل والابتكار واتخاذ القرار.”

ثماني نساء… وثماني مسيرات من الإلهام

عرف الحفل تكريم ثماني نساء استثنائيات يمثلن وجوهاً مختلفة للريادة والتأثير: نجـلاء الشامي (اليمن)، خديجة بندام (المغرب)، فيوليتا بيلك (سلوفينيا)، نانسانسيا شارلز (جامايكا)، كلوديا فليغيلوفا (سلوفاكيا)، رحوا كينفي (إثيوبيا)، إيليس لوفريتش (أستراليا)، وكريستين شولير ديشريفر (الكونغو).

ثماني نساء من ثقافات وتجارب مختلفة، جمعتهن الإرادة نفسها: فتح الطريق أمام جيل جديد من النساء القادرات على القيادة والمبادرة والحلم بالمساواة. هذا التكريم لم يكن مجرد رمزية، بل تأكيد على أن القيادة النسائية أصبحت ركناً أساسياً في بناء مجتمعات أكثر توازناً وإنصافاً.

حضور دبلوماسي وأوروبي وازن

شهدت الأمسية حضوراً لافتاً لعدد من أعضاء البرلمان الأوروبي، ومسؤولين من المفوضية الأوروبية، وسفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي

أحمد رضا الشامي، إلى جانب شخصيات إعلامية ومنظمات مدنية.

وأكد الحاضرون أن مثل هذه المبادرات “تُكرّس الاعتراف بالقيادة النسائية داخل الفضاء الأوروبي”، وتُبرز أن نجاح المرأة “لم يعد استثناءً، بل أصبح معياراً للتقدّم والحوكمة الرشيدة.

رسالة عالمية تتجاوز الاحتفال

في ختام الحفل، شدّد المنظمون على أن جائزة القيادة النسائية الدولية ليست مجرد تتويج للإنجاز، بل منصة عالمية لتضخيم صوت المرأة وتمكينها في مجالات السياسة والعلم وريادة الأعمال والعمل المجتمعي.

Screenshot

“الاحتفاء بالقيادة النسائية هو احتفاء بقدرة الإنسان على التجدد. فالعالم الجديد لا يمكن أن يُبنى إلا بصوتين متكاملين: صوت المرأة وصوت الرجل، في مشروع واحد قوامه العدالة والتقدم.

من الاعتراف إلى الفعل

من خلال تكريم نساء من خلفيات متعددة، وجهت بروكسل رسالة قوية إلى العالم: القيادة لم تعد حكراً على الرجال، بل أصبحت رؤية مشتركة بين الجنسين.

وفي عالم مضطرب بالأزمات السياسية والمناخية والاجتماعية، لم يعد صعود القيادة النسائية مطلباً حقوقياً فقط، بل أصبح ضرورة استراتيجية لإعادة تعريف الحوكمة وبناء المستقبل.

فهؤلاء النساء لا يبحثن عن الاعتراف، بل يحولن الاعتراف إلى فعل. قصصهن تؤكد أن المستقبل لن يُصنع بمن يملك السلطة، بل بمن يملك الشجاعة والخيال والقدرة على التغيير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com