استمرار الحجر الصحي إلى العشرين من ماي ببلادنا فيه دعوة لتجديد العزم على البقاء في المنازل و التضرع إلى الله و التوبة الصادقة و رد المظالم عسى الله ان يعجل بالفرج .

الأستاذ معاذ الصمدي :

الحفاظَ على الأنفسِ والأبدانِ من مقاصدِ شريعتنا الغراء . بل من الضرورياتِ الخمسِ التي تدورُ كلُّ أحكامِ الدين في فلكِها، ولا يخفى علينا جميعا أنَّ خريطة فيروسَ (كورونا)  ازدادت تفاقما و تكاثرا يوما بعد يوم نسأل الله السلامة و العافية . و يبينُ ذلكَ إحصاءاتُ وإجراءاتُ كلِّ دولِ العالمِ بما فيهم بلادنا حرسها الله ، ولا يخفى على كل ذي لب الإجراءتُ الصارمةُ التي اتخذتها بلادنا على غرار دول العالم كمنعِ التجوَّلِ وإعلانِ حالةِ الحجر الصحي ، وإقرارِ العقوبةِ الصارمةِ لمنْ يخالفُ التعليماتِ، وقد سبق أن بينت حكمَ الشريعةِ في ضرورةِ التوقي وأخذِ الحذرِ، والعملِ بكلِّ التعليماتِ التي يشيرُ إليها أهلُ الاختصاصِ لمنعِ تفشّي الوباء وانتشارِه، و تأتي الخطوة الثانية التي أقبلت عليها بلادنا و ذلك بزيادة أيام الحجر الصحي و تمديد أمده حفاظاً على الأنفسِ والأبدانِ، و ما يستوجب معه من تركُ كلِّ ما يمكنُ أنْ يسبِّبَ المرضَ أو يزيد في انتشارِه كالتجمعاتِ الكبيرةِ في الأسواقِ والأماكنِ العامَّةِ، ومن ذلكَ المظاهراتُ والاحتفالاتُ وصلاةُ الجماعةِ في المساجدِ، وقد سبقتْ الفتوى بذلكَ من المجلسِ العلمي الأعلى ومن شتَّى المجالسِ الشرعيَّةِ في العالمِ الإسلاميِّ من شرقِه إلى غربِه، لذا وجب علينا التزامَ المنازلِ وعدمَ الخروجِ منها إلا لضرورةٍ، كالحصولِ على الطعامِ والشرابِ أو الاستطبابِ ، وتحميلِ كلِّ منْ يخالفُ المسؤوليةَ أمامَ اللهِ تعالى في إزهاقِ الأرواحِ وإضرارِ الناسِ ، مع ضرورة اللجوءِ إلى اللهِ تعالى، والتوكلِ عليه، والتضرعِ إليه أن يكشِفَ الضرَّ عنَّا وعن جميعِ المسلمينَ في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها، ولا بدَّ أن يقترنَ ذلكَ بالتوبةِ إلى اللهِ وردِّ المظالمِ إلى أهلِها، لا سيما و بين أيدينا شهر المغفرة و العتق من النار ، اللهم بلغنا رمضان و ارفع عنا البلاء و اصرف عنا المحن ، ما ظهر منها و ما بطن .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

This site is protected by wp-copyrightpro.com